المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٦٣
الحُوَّارَى، والحَوَارِيُّونَ أنصار عيسى صلّى اللّه عليه وسلم، قيل :
كانوا قصّارين «١»، وقيل : كانوا صيّادين، وقال بعض العلماء : إنّما سمّوا حواريّين لأنهم كانوا يطهّرون نفوس النّاس بإفادتهم الدّين والعلم المشار إليه بقوله تعالى : إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب / ٣٣]، قال : وإنّما قيل : كانوا قصّارين على التّمثيل والتشبيه، وتصوّر منه من لم يتخصّص بمعرفته الحقائق المهنة المتداولة بين العامّة، قال : وإنّما كانوا صيّادين لاصطيادهم نفوس النّاس من الحيرة، وقودهم إلى الحقّ، قال صلّى اللّه عليه وسلم :«الزّبير ابن عمّتي وحواريّ» «٢» وقوله صلّى اللّه عليه وسلم :«لكلّ نبيّ حَوَارِيٌّ وحواريّ الزّبير» «٣» فتشبيه بهم في النّصرة حيث قال : مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ : نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ [الصف / ١٤].
حاج
الحَاجَة إلى الشيء : الفقر إليه مع محبّته، وجمعها : حَاجٌ وحاجات وحوائج، وحَاجَ يَحُوجُ : احتاج، قال تعالى : إِلَّا حاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضاها [يوسف / ٦٨]، وقال :
حاجَةً مِمَّا أُوتُوا [الحشر / ٩]، والحَوْجَاء :
الحاجة «٤»، وقيل : الحاج ضرب من الشّوك.
حير
يقال : حَارَ يَحَارُ حَيْرَة، فهو حَائِر وحَيْرَان، وتَحَيَّرَ واسْتَحَارَ : إذا تبلّد في الأمر وتردّد فيه، قال تعالى : كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ [الأنعام / ٧١]، والحائر :
الموضع الذي يتحيّر به الماء، قال الشاعر :
١٢٦ -
واستحار شبابها
«٥» وهو أن يمتلئ حتى يرى في ذاته حيرة، والحيرة : موضع، قيل سمّي بذلك لاجتماع ماء كان فيه.
حيز
قال اللّه تعالى : أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ
[الأنفال / ١٦]، أي : صائرا إلى حيّز وأصله من الواو،
(١) انظر غريب القرآن لليزيدي ص ١٠٦.
(٢) الحديث عن جابر عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال :«الزبير ابن عمّتي وحواريّي من أمتي» أخرجه أحمد في المسند ٣ / ٣١٤، وانظر الفتح الكبير ٢ / ١٤٥، والرياض النضرة ٤ / ٢٧٥.
(٣) الحديث أخرجه البخاري في الجهاد ٦ / ٥٣، وفضل أصحاب النبي ٧ / ٨٠، ومسلم في فضائل الصحابة برقم ٢٤١٥، وأحمد في المسند ٣ / ٣٠٧، وابن ماجة برقم ٤١٢٢.
(٤) قال الزمخشري : يقال : ليس له عندي حوجاء ولا لوجاء.
(٥) البيت تمامه :
ثلاثة أحوال فلمّا تجرّمت علينا بهون واستحار شبابها
وهو لأبي ذؤيب الهذلي، في شرح أشعار الهذليين ١ / ٤٣، وأساس البلاغة ص ١٠١، وشطره في المجمل ١ / ٢٥٩.