المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٧٧
خدن
قال اللّه تعالى : وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ
[النساء / ٢٥]، جمع خِدْن، أي المصاحب، وأكثر ذلك يستعمل فيمن يصاحب بشهوة، يقال :
خِدْنُ المرأة وخَدِينُهَا، وقول الشاعر :
١٣٥ -
خدين العلى
«١» فاستعارة، كقولهم : يعشق العلى، ويشبّب بالنّدى وينسب بالمكارم.
خذل
قال تعالى : وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا
[الفرقان / ٢٩]، أي : كثير الخذلان، والخِذْلَان : ترك من يظنّ به أن ينصر نصرته، ولذلك قيل : خَذَلَتِ الوحشيّة ولدها، وتَخَاذَلَت رجلا فلان، ومنه قول الأعشى :
١٣٦ -
بين مغلوب تليل خدّه وخَذُول الرّجل من غير كسح
«٢» ورجل خُذَلَة : كثيرا ما يخذل.
خذ
قال اللّه تعالى : فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ [الأعراف / ١٤٤]، وخُذُوهُ «٣» أصله من : أخذ، وقد تقدّم.
خر
فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ
[الحج / ٣١]، وقال تعالى : فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ [سبأ / ١٤]، وقال تعالى : فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ [النحل / ٢٦]، فمعنى خَرَّ سقط سقوطا يسمع منه خرير، والخَرِير يقال لصوت الماء والرّيح وغير ذلك ممّا يسقط من علوّ.
وقوله تعالى : خَرُّوا سُجَّداً
[السجدة / ١٥]، فاستعمال الخرّ تنبيه على اجتماع أمرين :
السّقوط، وحصول الصّوت منهم بالتّسبيح، وقوله من بعده : وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [السجدة / ١٥]، فتنبيه أنّ ذلك الخرير كان تسبيحا بحمد اللّه لا بشيء آخر.
خرب
يقال : خَرِبَ المكان خَرَاباً، وهو ضدّ العمارة، قال اللّه تعالى : وَسَعى فِي خَرابِها [البقرة / ١١٤]، وقد أَخْرَبَه، وخَرَّبَهُ، قال اللّه تعالى : يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ [الحشر / ٢]، فتخريبهم بأيديهم إنما كان لئلّا تبقى للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلم وأصحابه، وقيل :
كان بإجلائهم عنها. والخُرْبَة : شقّ واسع في
(١) هو في عمدة الحفاظ (خدن).
(٢) البيت في ديوانه ص ٤١، وعجزه في المجمل ٢ / ٢٨١. التليل : الصريع.
(٣) الآية خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ الدخان : ٤٧.