المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٩٨
خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ
[آل عمران / ١٤٤]، وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ [الرعد / ٦]، تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ [البقرة / ١٤١]، قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ [آل عمران / ١٣٧]، إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ [فاطر / ٢٤]، مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ
[البقرة / ٢١٤]، وَإِذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ [آل عمران / ١١٩]، وقوله : يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ
[يوسف / ٩]، أي : تحصل لكم مودّة أبيكم وإقباله عليكم. وخَلَا الإنسان : صار خَالِياً، وخَلَا فلان بفلان : صار معه في خَلَاءٍ، وخَلَا إليه : انتهى إليه في خلوة، قال تعالى :
وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ [البقرة / ١٤]، وخلّيت فلانا : تركته في خَلَاءٍ، ثم يقال لكلّ ترك تخلية، نحو : فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ [التوبة / ٥]، وناقة خَلِيَّة : مُخْلَاة عن الحلب، وامرأة خَلِيَّة :
مخلاة عن الزّوج، وقيل للسّفينة المتروكة بلا ربّان خَلِيَّة، والخَلِيُّ : من خلّاه الهمّ، نحو المطلّقة في قول الشاعر : ١٥٠ -
مطلّقة طورا وطورا تراجع
«١» والخَلَاءُ : الحشيش المتروك حتّى ييبس، ويقال : خَلَيْتُ الخَلَاءَ : جززته، وخَلَيْتُ الدّابة :
جززت لها، ومنه استعير : سيف يَخْتَلِي، أي :
يقطع ما يضرب به قطعه للخلا.
خمد
قوله تعالى : جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ
[الأنبياء / ١٥]، كناية عن موتهم، من قولهم :
خَمَدَتِ النار خُمُودا : طفئ لهبها، وعنه استعير :
خمدت الحمّى : سكنت، وقوله تعالى : فَإِذا هُمْ خامِدُونَ [يس / ٢٩].
خمر
أصل الخمر : ستر الشيء، ويقال لما يستر به : خِمَار، لكن الخمار صار في التعارف اسما لما تغطّي به المرأة رأسها، وجمعه خُمُر، قال تعالى :
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ [النور / ٣١] واختمرت المرأة وتَخَمَّرَت، وخَمَّرَتِ الإناء : غطّيته، وروي «خمّروا آنيتكم» «٢»، وأَخْمَرْتُ العجين : جعلت فيه
(١) هذا عجز بيت للنابغة الذبياني، وشطره :
تناذرها الراقون من سوء سمّها
وهو من قصيدته العينية التي مطلعها :
عفا ذو حسا من فرقنى فالفوارع فجبنا أريك فالقلاع الدوافع
وهو في ديوانه ص ٨٠.
(٢) الحديث عن جابر بن عبد اللّه رفعه قال :«خمّروا الآنية، وأوكوا الأسقية، وأجيفوا الأبواب، واكفتوا صبيانكم عند المساء، فإنّ للجن انتشارا وخطفة، وأطفئوا المصابيح عند الرقاد، فإنّ الفويسقة ربما اجترّت الفتيلة، فأحرقت أهل البيت» أخرجه البخاري ٦ / ٢٥٣ في بدء الخلق : باب : إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، وانظر : شرح السنة ١١ / ٣٩١.