المفردات في غريب القرآن، ص : ٣٢٢
بالقين «١»، قال صلّى اللّه عليه وسلم :«مثل الجليس الصّالح كمثل الدّاريّ» «٢» ويقال للازم الدّار : داريّ.
وقوله تعالى : وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ [التوبة / ٩٨]، أي : يحيط بهم السّوء إحاطة الدّائرة بمن فيها، فلا سبيل لهم إلى الانفكاك منه بوجه. وقوله تعالى : إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ
[البقرة / ٢٨٢]، أي : تتداولونها وتتعاطونها من غير تأجيل.
دول
الدَّوْلَة والدُّولَة واحدة، وقيل : الدُّولَة في المال، والدَّوْلَة في الحرب والجاه. وقيل :
الدُّولَة اسم الشيء الذي يتداول بعينه، والدَّوْلَة المصدر. قال تعالى : كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ [الحشر / ٧]، وتداول القوم كذا، أي : تناولوه من حيث الدّولة، وداول اللّه كذا بينهم. قال تعالى : وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ [آل عمران / ١٤٠]، والدّؤلول :
الدّاهية والجمع الدّآليل والدّؤلات «٣».
دوم
أصل الدّوام السكون، يقال : دام الماء، أي : سكن، «ونهي أن يبول الإنسان في الماء الدائم» «٤». وأَدَمْتُ القدر ودوّمتها : سكّنت غليانها بالماء، ومنه : دَامَ الشيءُ : إذا امتدّ عليه الزمان، قال تعالى : وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ
[المائدة / ١١٧]، إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً [آل عمران / ٧٥]، لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها [المائدة / ٢٤]، ويقال :
دُمْتَ تَدَامُ، وقيل : دِمْتَ تدوم، نحو : متّ تموت «٥»، ودوّمت الشمس في كبد السّماء، قال الشاعر :
١٦٤ -
والشمس حيرى لها في الجوّ تدويم
«٦» ودَوَّمَ الطّير في الهواء : حلّق، واستدمت
(١) في اللسان : الهالكيّ : الحداد، قال ابن الكلبي : أول من عمل الحديد من العرب الهالك بن عمرو بن أسد بن خزيمة، وكان حدّادا، نسب إليه الحديد، فقيل : الهالكي، ولذلك قيل لبني أسد : القيون. انظر : اللسان (هلك).
(٢) انظر : النهاية ٢ / ١٤٠، والفائق ١ / ٤٤٣، وأخرجه أحمد ٤ / ٤٠٤ بلفظ : كمثل العطار.
(٣) انظر : المجمل ٢ / ٣٤٠. [.....]
(٤) الحديث :«نهى أن يبال في الماء الراكد» أخرجه مسلم والنسائي وأبو داود.
انظر : الفتح الكبير ٣ / ٢٦٦، وسنن أبي داود برقم ٦٩.
وعند النسائي والبخاري عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال :«لا يبولنّ أحدكم في الماء الدائم ثم يتوضأ منه».
انظر : فتح الباري ١ / ٣٤٦، سنن النسائي بشرح السندي ١ / ٤٩، وهذه الرواية هي التي تتناسب مع المادة المذكورة.
(٥) قال الفارسي في الحجة ٣ / ٢٦ : وهما شاذان.
(٦) هذا عجز بيت، وشطره :
معروريا رمض الرّضراض يركضه
وهو لذي الرمّة في ديوانه ص ٦٦٠، وأساس البلاغة ص ١٣٩، والمجمل ٢ / ٣٤٠.
اعرورى الرمض : ركبه، والرمض : حرّ الشمس على الحجارة، الرضراض : الحصى الصغار.