المفردات في غريب القرآن، ص : ٣٢٣
الأمر : تأنّيت فيه، والظّلّ الدَّوْم : الدّائم، والدِّيمَة : مطر تدوم أياما.
دين
يقال : دِنْتُ الرّجل : أخذت منه دَيْناً، وأَدَنْتُهُ :
جعلته دائنا، وذلك بأن تعطيه دينا. قال (أبو عبيد) «١» : دِنْتُهُ : أقرضته، ورجل مَدِين، ومديون، ودِنْتُهُ : استقرضت منه «٢»، قال الشاعر :
١٦٥ -
نَدِينُ ويقضي اللّه عنّا وقد نرى مصارع قوم لا يَدِينُونَ ضيّعا
«٣» وأَدَنْتُ مثل دِنْتُ، وأَدَنْتُ، أي : أقرضت، والتَّدَايُنُ والمداينة : دفع الدَّيْن، قال تعالى :
إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى [البقرة / ٢٨٢]، وقال : مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِها أَوْ دَيْنٍ [النساء / ١١]، والدِّينُ يقال للطاعة والجزاء، واستعير للشريعة، والدِّينُ كالملّة، لكنّه يقال اعتبارا بالطاعة والانقياد للشريعة، قال إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ [آل عمران / ١٩]، وقال :
وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ [النساء / ١٢٥]، أي : طاعة، وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ [النساء / ١٤٦]، وقوله تعالى : يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ [النساء / ١٧١]، وذلك حثّ على اتّباع دين النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلم الذي هو أوسط الأديان كما قال :
وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً [البقرة / ١٤٣]، وقوله : لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ [البقرة / ٢٥٦] قيل : يعني الطاعة، فإنّ ذلك لا يكون في الحقيقة إلّا بالإخلاص، والإخلاص لا يتأتّى فيه الإكراه، وقيل : إنّ ذلك مختصّ بأهل الكتاب الباذلين للجزية. وقوله : أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ [آل عمران / ٨٣]، يعني : الإسلام، لقوله : وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ [آل عمران / ٨٥]، وعلى هذا قوله تعالى :
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ [الصف / ٩]، وقوله : وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ [التوبة / ٢٩]، وقوله : وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ [النساء / ١٢٥]، فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ
[الواقعة / ٨٦]، أي : غير مجزيّين. والمدين والمدينة : العبد والأمة : قال (أبو زيد) : هو من قولهم : دِينَ فلان يُدَانُ : إذا حمل على مكروه «٤»، وقيل «٥» : هو من دنته : إذا جازيته بطاعته، وجعل بعضهم المدينة من هذا الباب.
دون
يقال للقاصر عن الشيء : دون، قال بعضهم :

_
(١) في الغريب المصنف ورقة ٣٣٠ من النسخة التركية، وتهذيب اللغة ١٤ / ١٨٢ نقلا عن أبي عبيد.
(٢) انظر : المجمل ٢ / ٣٤٢.
(٣) البيت للعجير السلولي، وهو في المجمل ٢ / ٣٤٢، واللسان (دين)، والغريب المصنف ورقة ٣٣٠.
(٤) انظر : المجمل ٢ / ٣٤٢، وتهذيب اللغة ١٤ / ١٨٣.
(٥) وهو قول أبي عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٢٥٢.


الصفحة التالية
Icon