المفردات في غريب القرآن، ص : ٣٤٣
[الأعراف / ١٥٠]، وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا
[النور / ٢٨]، ويقال : رَجَعْتُ عن كذا رَجْعاً، ورَجَعْتُ الجواب «١» نحو قوله :
فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ [التوبة / ٨٣]، وقوله : إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ
[المائدة / ٤٨]، وقوله : إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى
[العلق / ٨]، وقوله تعالى : ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ [الأنعام / ١٦٤]، يصحّ أن يكون من الرُّجُوعِ، كقوله : ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
«٢»، ويصحّ أن يكون من الرّجع، كقوله : ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ «٣»، وقد قرئ : وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ «٤» بفتح التّاء وضمّها، وقوله : لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
[الأعراف / ١٦٨]، أي : يرجعون عن الذّنب، وقوله : وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ [الأنبياء / ٩٥]، أي : حرّمنا عليهم أن يتوبوا ويرجعوا عن الذّنب، تنبيها أنه لا توبة بعد الموت كما قال : قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً [الحديد / ١٣]، وقوله : بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ [النمل / ٣٥]، فمن الرّجوع، أو من رجع الجواب، كقوله :
يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ
[سبأ / ٣١]، وقوله : ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ماذا يَرْجِعُونَ
[النمل / ٢٨]، فمن رجع الجواب لا غير، وكذا قوله : فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ [النمل / ٣٥]، وقوله : وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ
[الطارق / ١١]، أي : المطر «٥»، وسمّي رجعا لردّ الهواء ما تناوله من الماء، وسمي الغدير رَجْعاً إمّا لتسميته بالمطر الذي فيه، وإمّا لِتَرَاجُعِ أمواجه وتردّده في مكانه. ويقال : ليس لكلامه مَرْجُوعٌ، أي : جواب. ودابة لها مرجوع :
يمكن بيعها بعد الاستعمال، وناقة رَاجِعٌ : تردّ ماء الفحل فلا تقبله، وأَرْجَعَ يده إلى سيفه ليستلّه، والارْتِجَاعُ : الاسترداد، وارْتَجَعَ إبلا إذا باع الذّكور واشترى إناثا، فاعتبر فيه معنى الرّجع تقديرا، وإن لم يحصل فيه ذلك عينا، واسْتَرْجَعَ فلان إذا قال : إنّا للّه وإنّا إليه راجعون. والتَّرْجِيعُ : ترديد الصّوت باللّحن في القراءة وفي الغناء، وتكرير قول مرّتين فصاعدا، ومنه : التَّرْجِيعُ في

_
(١) قال ابن منظور : ورجعان الكتاب : جوابه، يقال : رجع إليّ الجواب يرجع رجعا ورجعانا. انظر : اللسان (رجع).
(٢) سورة البقرة : آية ٢٨، وهي قراءة يعقوب، وما جاء منه إذا كان من رجوع الآخرة بفتح حروف المضارعة وكسر الجيم. راجع : إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي ص ٢١٥.
(٣) وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وعاصم وأبي جعفر. انظر : الإتحاف ص ١٣١، والآية رقمها ٢٨١ من سورة البقرة.
(٤) سورة البقرة : آية ٢٨١.
قرأ تُرْجَعُونَ يعقوب وأبو عمرو، والباقون ترجعون انظر : إرشاد المبتدي ص ٢١٥، والإتحاف ص ١٣١.
(٥) قال ابن عباس في الآية : المطر بعد المطر. انظر : الدر المنثور ٨ / ٤٧٦.


الصفحة التالية
Icon