المفردات في غريب القرآن، ص : ٣٤٦
والشّيطان الرَّجِيمُ : المطرود عن الخيرات، وعن منازل الملإ الأعلى. قال تعالى : فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ [النحل / ٩٨]، وقال تعالى : فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ [الحجر / ٣٤]، وقال في الشّهب : رُجُوماً لِلشَّياطِينِ
[الملك / ٥]، والرَّجْمَةُ والرُّجْمَةُ : أحجار القبر، ثم يعبّر بها عن القبر وجمعها رِجَامٌ ورُجَمٌ، وقد رَجَمْتُ القبر : وضعت عليه رِجَاماً. وفي الحديث (لا تَرْجُمُوا قبري) «١»، والْمُرَاجَمَةُ : المسابّة الشّديدة، استعارة كالمقاذفة. والتَّرْجُمَانُ تفعلان من ذلك.
رجا
رَجَا البئرِ والسماءِ وغيرِهِمَا : جانبها، والجمع أَرْجَاءٌ، قال تعالى : وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها
[الحاقة / ١٧]، والرَّجَاءُ ظنّ يقتضي حصول ما فيه مسرّة، وقوله تعالى : ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً
[نوح / ١٣]، قيل : ما لكم لا تخافون «٢»، وأنشد :
١٨٢ -
إذا لسعته النّحل لم يَرْجُ لسعها وحالفها في بيت نوب عوامل
«٣» ووجه ذلك أنّ الرَّجَاءَ والخوف يتلازمان، قال تعالى : وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ ما لا يَرْجُونَ
[النساء / ١٠٤]، وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ
[التوبة / ١٠٦]، وأَرْجَتِ النّاقة : دنا نتاجها، وحقيقته : جعلت لصاحبها رجاء في نفسها بقرب نتاجها. والْأُرْجُوَانَ : لون أحمر يفرّح تفريح الرّجاء.
رحب
الرُّحْبُ : سعة المكان، ومنه : رَحَبَةُ المسجد، ورَحُبَتِ الدّار : اتّسعت، واستعير للواسع الجوف، فقيل : رَحْبُ البطن، ولواسع الصدر، كما استعير الضيّق لضدّه، قال تعالى :
ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ [التوبة / ١١٨]، وفلان رَحِيبُ الفناء : لمن كثرت غاشيته.
وقولهم : مَرْحَباً وأهلا، أي : وجدت مكانا رَحْباً.
قال تعالى : لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ
[ص / ٥٩ - ٦٠].
رحق
قال اللّه تعالى : يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ
[المطففين / ٢٥]، أي : خمر.

_
(١) قال الجوهري : المحدّثون يروونه :«لا ترجموا قبري» مخفّفا، والصحيح :«لا ترجّموا قبري» مشدّدا، أي : لا تجعلوا عليه الرّجم، وهي جمع رجمة، أي : الحجارة الضخام. انظر : النهاية ٢ / ٢٠٥.
[استدراك ] وهذا من كلام عبد اللّه بن المغفّل في وصيته. انظر : غريب الحديث ٤ / ٢٨٩، والفائق ٢ / ٤٧.
(٢) انظر : مجاز القرآن ٢ / ٢٧١.
(٣) البيت لأبي ذؤيب الهذلي، وهو في ديوان الهذليين ١ / ١٤٣، ومجاز القرآن ١ / ٢٧٥، وتفسير القرطبي ٨ / ٣١١، وتفسير الطبري ١١ / ٥٦.


الصفحة التالية
Icon