المفردات في غريب القرآن، ص : ٣٤٨
وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ [الأعراف / ١٥٦]، تنبيها أنها في الدّنيا عامّة للمؤمنين والكافرين، وفي الآخرة مختصّة بالمؤمنين.
رخا
الرُّخَاءُ : اللّيّنة. من قولهم : شيء رِخْوٌ، وقد رَخِيَ يَرْخَى «١»، قال تعالى : فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ
[ص / ٣٦]، ومنه : أَرْخَيْتُ السّتر، وعن إِرْخَاءِ السّتر استعير :
١٨٣ -
إِرْخَاءُ سِرْحَان
«٢» وقول أبي ذؤيب :
١٨٤ -
وهي رخو تمزع
«٣» أي : رخو السّير كريح الرّخاء، وقيل : فرس مِرْخَاءٌ، أي : واسع الجري بعيد الخطو، من خيل مِرَاخٍ، وقد أَرْخَيْتُهُ : خلّيته رخوا.
رد
الرَّدُّ : صرف الشيء بذاته، أو بحالة من أحواله، يقال : رَدَدْتُهُ فَارْتَدَّ، قال تعالى : وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ
[الأنعام / ١٤٧]، فمن الرّدّ بالذّات قوله تعالى : وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ
[الأنعام / ٢٨]، ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ
[الإسراء / ٦]، وقال :
رُدُّوها عَلَيَ
[ص / ٣٣]، وقال : فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ [القصص / ١٣]، يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ
[الأنعام / ٢٧]، ومن الرّدّ إلى حالة كان عليها قوله : يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ [آل عمران / ١٤٩]، وقوله : وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ
يونس / ١٠٧]، أي : لا دافع ولا مانع له، وعلى ذلك : عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ
[هود / ٧٦]، ومن هذا الرَّدُّ إلى اللّه تعالى، نحو قوله : وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً
[الكهف / ٣٦]، ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ
[الجمعة / ٨]، ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ [الأنعام / ٦٢]، فالرّدّ كالرّجع في قوله : ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة / ٢٨]، ومنهم من قال : في الرَّدُّ قولان : أحدهما ردّهم إلى ما أشار إليه بقوله : مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ [طه / ٥٥]، والثاني : ردّهم إلى

_
(١) انظر : الأفعال ٣ / ٤٦.
(٢) وذلك جاء في شعر امرئ القيس :
له أيطلا ظبي وساقا نعامة وإرخاء سرحان وتقريب تتفل
وهو في ديوانه ص ١١٩، والأفعال ٣ / ٤٦، وشرح المعلقات ١ / ٣٦.
قال النحاس : وكأنّ الإرخاء عدو في سهولة.
(٣) البيت تمامه :
تعدو به خوصاء يفصم جريها حلق الرّحاله فهي رخو تمزع
وهو في ديوان الهذليين ٢ / ١٦، والمجمل ٢ / ٤٢٦.


الصفحة التالية
Icon