المفردات في غريب القرآن، ص : ٣٨٧
بزوري، أو قصدت زوره، نحو : وجهته، ورجل زَائِرٌ، وقوم زَوْرٌ، نحو سافر وسفر، وقد يقال :
رجل زَوْرٌ، فيكون مصدرا موصوفا به نحو :
ضيف، والزَّوَرُ : ميل في الزّور، والْأَزْوَرُ : المائلُ الزّور، وقوله : تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ
[الكهف / ١٧]، أي : تميل، قرئ بتخفيف الزاي وتشديده «١» وقرئ : تَزْوَرُّ «٢». قال أبو الحسن : لا معنى لتزورّ هاهنا، لأنّ الِازْوِرَارَ الانقباض، يقال : تَزَاوَرَ عنه، وازْوَرَّ عنه، ورجلٌ أَزْوَرُ، وقومٌ زَوَّرٌ، وبئرٌ زَوْرَاءُ : مائلة الحفر وقيل لِلْكَذِبِ : زُورٌ، لكونه مائلا عن جهته، قال : ظُلْماً وَزُوراً [الفرقان / ٤]، وقَوْلَ الزُّورِ [الحج / ٣٠]، مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً [المجادلة / ٢]، لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ [الفرقان / ٧٢]، ويسمّى الصّنم زُوراً في قول الشاعر :
٢١٦ -
جاءوا بزوريهم وجئنا بالأصم
«٣» لكون ذلك كذبا وميلا عن الحقّ.
زيغ
الزَّيْغُ : الميل عن الاستقامة، والتَّزَايُغُ : التمايل، ورجل زَائِغٌ، وقوم زَاغَةٌ، وزائغون، وزاغت الشمس، وزَاغَ البصر، وقال تعالى :
وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ [الأحزاب / ١٠]، يصحّ أن يكون إشارة إلى ما يداخلهم من الخوف حتى اظلمّت أبصارهم، ويصحّ أن يكون إشارة إلى ما قال : يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ [آل عمران / ١٣]، وقال : ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى [النجم / ١٧]، مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ
[التوبة / ١١٧]، فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ
[الصف / ٥]، لمّا فارقوا الاستقامة عاملهم بذلك.
زال
زَالَ الشيء يَزُولُ زَوَالًا : فارق طريقته جانحا عنه، وقيل : أَزَلْتُهُ، وزَوَّلْتُهُ، قال : إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا [فاطر / ٤١]، وَلَئِنْ زالَتا [فاطر / ٤١]، لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ [إبراهيم / ٤٦]، والزَّوَالُ يقال في شيء قد كان ثابتا قبل، فإن قيل : قد قالوا : زوال الشمس، ومعلوم أن لا ثبات للشمس بوجه، قيل : إنّ ذلك قالوه لاعتقادهم في الظّهيرة أنّ لها
(١) قرأ بالتشديد تزورّ ابن عامر ويعقوب، وقرأ : تزّاور نافع وأبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو. وقرأ بالتخفيف تَتَزاوَرُ عاصم وحمزة والكسائي وخلف. انظر : الإتحاف ٢٨٨.
(٢) قرأ بالتشديد تزورّ ابن عامر ويعقوب، وقرأ : تزّاور نافع وأبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو. وقرأ بالتخفيف تَتَزاوَرُ عاصم وحمزة والكسائي وخلف. انظر : الإتحاف ٢٨٨.
(٣) الرجز ينسب للأغلب العجلي، وقيل : ليحيى بن منصور، والأول أصح لوجود الأبيات في ديوان العجلي كما ذكره الجوهري.
وأول الرجز :
إن سرّك العزّ فجخجخ بجثم أهل البناة والعديد والكرم
جاؤوا بزوريهم وجئنا بالأصم شيخ لنا كالليث من باقي إرم
وهو في ديوانه ص ١٧٥، واللسان (زور)، والمؤتلف والمختلف ص ٢٣.