المفردات في غريب القرآن، ص : ٣٩٥
المهمل مع السّباع، ويروى (مُسْبَع) بفتح الباء، وكنّي بالمسبع عن الدّعيّ الذي لا يعرف أبوه، وسَبَعَ فلان فلانا : اغتابه، وأكل لحمه أكل السّباع، والْمَسْبَع : موضع السَّبُع.
سبغ
درع سَابِغٌ : تامّ واسع. قال اللّه تعالى : أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ
[سبأ / ١١]، وعنه استعير إِسْبَاغُ الوضوء، وإسباغ النّعم قال : وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً
[لقمان / ٢٠].
سبق
أصل السَّبْقِ : التّقدّم في السّير، نحو :
فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً
[النازعات / ٤]، والِاسْتِبَاقُ : التَّسَابُقُ. قال : إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ
[يوسف / ١٧]، وَاسْتَبَقَا الْبابَ
[يوسف / ٢٥]، ثم يتجوّز به في غيره من التّقدّم، قال :
ما سَبَقُونا إِلَيْهِ
[الأحقاف / ١١]، سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ [طه / ١٢٩]، أي : نفدت وتقدّمت، ويستعار السَّبْقُ لإحراز الفضل والتّبريز، وعلى ذلك : وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ
[الواقعة / ١٠]، أي : المتقدّمون إلى ثواب اللّه وجنّته بالأعمال الصّالحة، نحو قوله : وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ [آل عمران / ١١٤]، وكذا قوله :
وَهُمْ لَها سابِقُونَ [المؤمنون / ٦١]، وقوله : وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ
[الواقعة / ٦٠]، أي :
لا يفوتوننا، وقال : وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا [الأنفال / ٥٩]، وقال : وَما كانُوا سابِقِينَ [العنكبوت / ٣٩]، تنبيه أنهم لا يفوتونه.
سبل
السَّبِيلُ : الطّريق الذي فيه سهولة، وجمعه سُبُلٌ، قال : وَأَنْهاراً وَسُبُلًا [النحل / ١٥]، وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا [الزخرف / ١٠]، لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ
[الزخرف / ٣٧]، يعني به طريق الحق، لأنّ اسم الجنس إذا أطلق يختصّ بما هو الحقّ، وعلى ذلك : ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ [عبس / ٢٠]، وقيل لسالكه سَابِلٌ، وجمعه سَابِلَةٌ، وسبيل سابل، نحو شعر شاعر، وابن السَّبِيلِ : المسافر البعيد عن منزله، نسب إلى السّبيل لممارسته إيّاه، ويستعمل السَّبِيلُ لكلّ ما يتوصّل به إلى شيء خيرا كان أو شرّا، قال : ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ [النحل / ١٢٥]، قُلْ هذِهِ سَبِيلِي [يوسف / ١٠٨]، وكلاهما واحد لكن أضاف الأوّل إلى المبلّغ، والثاني إلى السّالك بهم، قال : قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ [آل عمران / ١٦٩]، إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ [غافر / ٢٩]، وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ [الأنعام / ٥٥]،