المفردات في غريب القرآن، ص : ٣٩٩
[يوسف / ٣٥]، وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ [يوسف / ٣٦]، والسِّجِّينُ : اسم لجهنم، بإزاء علّيّين، وزيد لفظه تنبيها على زيادة معناه، وقيل :
هو اسم للأرض السابعة «١»، قال : لَفِي سِجِّينٍ وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ [المطففين / ٧ - ٨]، وقد قيل : إنّ كلّ شيء ذكره اللّه تعالى بقوله : وَما أَدْراكَ فسّره، وكلّ ما ذكر بقوله :
وَما يُدْرِيكَ تركه مبهما «٢»، وفي هذا الموضع ذكر : وَما أَدْراكَ، وكذا في قوله :
وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ [المطففين / ١٩] «٣»، ثم فسّر الكتاب لا السّجّين والعليّين، وفي هذه لطيفة موضعها الكتب التي تتبع هذا الكتاب إن شاء اللّه تعالى، لا هذا.
سجى
قال تعالى : وَاللَّيْلِ إِذا سَجى
[الضحى / ٢]، أي : سكن، وهذا إشارة إلى ما قيل : هدأت الأرجل، وعين سَاجِيَةٌ : فاترة الطّرف، وسَجَى البحر سَجْواً : سكنت أمواجه، ومنه استعير : تَسْجِيَةُ الميّت، أي : تغطيته بالثوب.
سحب
أصل السَّحْبِ : الجرّ كسحب الذّيل، والإنسان على الوجه، ومنه : السَّحَابُ، إمّا لجرّ الرّيح له، أو لجرّه الماء، أو لانجراره في مرّه، قال تعالى : يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ [القمر / ٤٨]، وقال تعالى :
يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ [غافر / ٧١]، وقيل :
فلان يَتَسَحَّبُ على فلان، كقولك : ينجرّ، وذلك إذا تجرّأ عليه، والسَّحَابُ : الغيم فيها ماء أو لم يكن، ولهذا يقال : سحاب جهام «٤»، قال تعالى :
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً [النور / ٤٣]، حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً [الأعراف / ٥٧]، وقال : وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ [الرعد / ١٢]، وقد يذكر لفظه ويراد به الظّلّ والظّلمة، على طريق التّشبيه، قال تعالى : أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ
[النور / ٤٠].
سحت
السُّحْتُ : القشر الذي يستأصل، قال تعالى :

_
(١) أخرج ابن مردويه عن عائشة عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال :«سجين : الأرض السابعة السفلى».
- وهو مرويّ عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وفرقد، وعبد اللّه بن عمرو بن العاص وابن جريج. انظر : الدر المنثور ٨ / ٤٤٤.
(٢) انظر : الإتقان في علوم القرآن ١ / ١٩١، وقد تقدّم في مادة درى.
(٣) وعن قتادة قال : عليون فوق السماء السابعة عند قائمة العرش اليمنى.
(٤) قال في اللسان : والجهام : السحاب الذي لا ماء فيه، وقيل : الذي قد هراق ماءه مع الريح. اللسان (جهم).


الصفحة التالية
Icon