المفردات في غريب القرآن، ص : ٤١١
والسَّاعِدُ : العضو تصوّرا لِمُسَاعَدَتِهَا، وسمّي جناحا الطائر سَاعِدَيْنِ كما سمّيا يدين، والسَّعْدَانُ : نبت يغزر اللّبن، ولذلك قيل : مرعى ولا كَالسَّعْدَانِ «١»، والسَّعْدَانَةُ : الحمامة، وعقدة الشّسع، وكركرة البعير، وسُعُودُ الكواكب معروفة.
سعر
السِّعْرُ : التهاب النار، وقد سَعَرْتُهَا، وسَعَّرْتُهَا، وأَسْعَرْتُهَا، والْمِسْعَرُ : الخشب الذي يُسْعَرُ به، واسْتَعَرَ الحرب، واللّصوص، نحو : اشتعل، وناقة مَسْعُورَةٌ، نحو : موقدة، ومهيّجة. السُّعَارُ :
حرّ النار، وسَعُرَ الرّجل : أصابه حرّ، قال تعالى :
وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً
[النساء / ١٠]، وقال تعالى : وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ
[التكوير / ١٢]، وقرئ بالتخفيف «٢»، وقوله : عَذابَ السَّعِيرِ
[الملك / ٥]، أي : حميم، فهو فعيل في معنى مفعول، وقال تعالى : إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ
[القمر / ٤٧]، والسِّعْرُ في السّوق، تشبيها بِاسْتِعَارِ النار.
سعى
السَّعْيُ : المشي السّريع، وهو دون العدو، ويستعمل للجدّ في الأمر، خيرا كان أو شرّا، قال تعالى : وَسَعى فِي خَرابِها
[البقرة / ١١٤]، وقال : نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ
[التحريم / ٨]، وقال : وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً [المائدة / ٦٤]، وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ [البقرة / ٢٠٥]، وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى [النجم / ٣٩ - ٤٠]، إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى [الليل / ٤]، وقال تعالى : وَسَعى لَها سَعْيَها [الإسراء / ١٩]، كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً [الإسراء / ١٩]، وقال تعالى : فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ [الأنبياء / ٩٤].
وأكثر ما يستعمل السَّعْيُ في الأفعال المحمودة، قال الشاعر :
٢٣٤ -
إن أجز علقمة بن سعد سعيه لا أجزه ببلاء يوم واحد
«٣» وقال تعالى : فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ
[الصافات / ١٠٢]، أي : أدرك ما سعى في
(١) السّعدان : شوك النخل، والعرب تقول : أطيب الإبل لبنا ما أكل السعدان.
وقولهم : مرعى ولا كالسّعدان، مثل، وسئلت امرأة تزوّجت عن زوجها الثاني، أين هو من الأول؟ فقالت : مرعى ولا كالسعدان، فذهبت مثلا. اللسان (سعد)، والأمثال ص ١٣٥.
(٢) قرأ بالتخفيف ابن كثير وهشام وأبو عمرو وحمزة والكسائي وروح عن يعقوب وخلف وشعبة عن عاصم.
(٣) البيت لفدكي بن أعبد، وهو في الحيوان ٣ / ٤٦٨، والبيان والتبيين ٣ / ٢٣٣، واللسان (لمم). [.....]