المفردات في غريب القرآن، ص : ٤١٥
السّقوط من عال، والرّداءة جميعا، فإنه لا يقال : أسقطت المرأة إلا في الولد الذي تلقيه قبل التمام، ومنه قيل لذلك الولد : سقط «١»، وبه شبّه سقط الزّند بدلالة أنه قد يسمّى الولد، وقوله تعالى : وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ
[الأعراف / ١٤٩]، فإنه يعني النّدم، وقرئ : تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا
[مريم / ٢٥] «٢»، أي : تسّاقط النّخلة، وقرئ : تُساقِطْ «٣» بالتّخفيف، أي : تَتَسَاقَطُ فحذف إحدى التاءين، وإذا قرئ (تَسَاقَطْ) فإنّ تفاعل مطاوع فاعل، وقد عدّاه كما عدّي تفعّل في نحو : تجرّعه، وقرئ : يَسَّاقَطْ عليك «٤» أي : يسّاقط الجذع.
سقف
سَقْفُ البيت، جمعه : سُقُفٌ، وجعل السماء سقفا في قوله تعالى : وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ [الطور / ٥]، وقال تعالى : وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً [الأنبياء / ٣٢]، وقال :
لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ [الزخرف / ٣٣]، والسَّقِيفَةُ : كلّ مكان له سقف، كالصّفّة، والبيت، والسَّقَفُ : طول في انحناء تشبيها بالسّقف.
سقم
السَّقَمُ والسُّقْمُ : المرض المختصّ بالبدن والمرض قد يكون في البدن وفي النّفس، نحو :
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ [البقرة / ١٠]، وقوله تعالى : إِنِّي سَقِيمٌ
[الصافات / ٨٩] فمن التّعريض، أو الإشارة إلى ماض، وإمّا إلى مستقبل، وإمّا إلى قليل ممّا هو موجود في الحال، إذ كان الإنسان لا ينفكّ من خلل يعتريه وإن كان لا يحسّ به، ويقال : مكان سَقِيمٌ، إذا كان فيه خوف.
سقى
السَّقْيُ والسُّقْيَا : أن يعطيه ما يشرب، والْإِسْقَاءُ :
أن يجعل له ذلك حتى يتناوله كيف شاء، فالإسقاء أبلغ من السّقي، لأن الإسقاء هو أن تجعل له ما يسقى منه ويشرب، تقول : أَسْقَيْتُهُ نهرا، قال تعالى : وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً
[الإنسان / ٢١]، وقال : وَسُقُوا ماءً حَمِيماً
[محمد / ١٥]، وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ
[الشعراء / ٧٩]، وقال في الإسقاء وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً [المرسلات / ٢٧]، وقال : فَأَسْقَيْناكُمُوهُ [الحجر / ٢٢]، أي :
جعلناه سَقْياً لكم، وقال : نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي
(١) السّقط مثّلث السين.
(٢) وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر والكسائي وخلف.
(٣) وهي قراءة حمزة.
(٤) وهي قراءة شعبة ويعقوب، وقرأ حفص تُساقِطْ.