المفردات في غريب القرآن، ص : ٤١٦
بُطُونِها [المؤمنون / ٢١]، بالفتح والضم «١»، ويقال للنّصيب من السّقي : سقي، وللأرض الّتي تسقى سقي، لكونهما مفعولين كالنّقض، والاسْتِسْقاءُ : طلب السّقي، أو الإسقاء، قال تعالى : وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى
[البقرة / ٦٠]، والسِّقَاءُ : ما يجعل فيه ما يسقى، وأسقيتك جلدا : أعطيتكه لتجعله سقاء، وقوله تعالى :
جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ
[يوسف / ٧٠]، فهو المسمّى صواع الملك، فتسميته السِّقَايَةَ تنبيها أنه يسقى به، وتسميته صواعا أنه يكال به.
سكب
قال عزّ وجلّ : وَماءٍ مَسْكُوبٍ
[الواقعة / ٣١]، أي : مصبوب، وفرس سَكْبُ الجري، وسَكَبْتُهُ فَانْسَكَبَ، ودمع سَاكِبٌ، متصوّر بصورة الفاعل، وقد يقال : مُنْسَكِبٌ، وثوب سَكْبٌ، تشبيها بالمنصبّ لدقّته ورقّته كأنّه ماء مسكوب.
سكت
السُّكُوتُ مختصّ بترك الكلام، ورجل سِكِّيتٌ، وسَاكُوتٌ : كثير السّكوت، والسَّكْتَةُ والسُّكَاتُ : ما يعتري من مرض، والسَّكْتُ يختصّ بسكون النّفس في الغناء، والسَّكتَاتُ في الصلاة : السّكوت في حال الافتتاح، وبعد الفراغ، والسُّكَيْتُ : الذي يجيء آخر الحلبة، ولمّا كان السّكوت ضربا من السّكون استعير له في قوله : وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ
[الأعراف / ١٥٤].
سكر
السُّكْرُ : حالة تعرض بيت المرء وعقله، وأكثر ما يستعمل ذلك في الشّراب، وقد يعتري من الغضب والعشق، ولذلك قال الشاعر :
٢٣٧ -
سكران : سكر هوى، وسكر مدامة
«٢» ومنه : سَكَرَاتُ الموت، قال تعالى :
وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ
[ق / ١٩]، والسَّكَرُ :
اسم لما يكون منه السّكر. قال تعالى : تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً
[النحل / ٦٧]، والسَّكْرُ : حبس الماء، وذلك باعتبار ما يعرض من السّدّ بين المرء وعقله، والسِّكْرُ : الموضع المسدود، وقوله تعالى : إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا
[الحجر / ١٥]، قيل : هو من السَّكْرِ، وقيل : هو من السُّكْرِ، وليلة سَاكِرَةٌ، أي : ساكنة اعتبارا
(١) قرأ نسقيكم بفتح النون نافع وابن عامر وأبو بكر ويعقوب، وقرأ أبو جعفر تسقيكم بالتاء المفتوحة، والباقون بالنون المضمومة. الإتحاف ٣١٨.
(٢) هذا شطر بيت، وعجزه :
أنّى يفيق فتى به سكران
وهو في البصائر ٣ / ٢٣٣، والدر المصون ٣ / ٦٨٩، وعمدة الحفاظ : سكر، وتاج العروس : سكر، دون نسبة في الجميع، وهو للخليع الدمشقي من أبيات له في يتيمة الدهر ١ / ٣٣٣.
وانظر الإكسير في صناعة التفسير ص ٣٢٨. [.....]