المفردات في غريب القرآن، ص : ٤٢٥
البعير في سيره. قال : وَأَنْتُمْ سامِدُونَ
[النجم / ٦١]، وقولهم : سَمَدَ رَأْسَهُ وسبد «١» أي : استأصل شعره.
سمر
السُّمْرَةُ أحد الألوان المركّبة بين البياض والسواد، والسَّمْرَاءُ كنّي بها عن الحنطة، والسَّمَارُ : اللّبن الرّقيق المتغيّر اللّون، والسَّمُرَةُ :
شجرة تشبه أن تكون للونها سمّيت بذلك، والسَّمَرُ سواد اللّيل، ومنه قيل : لا آتيك السَّمَرَ والقمر «٢»، وقيل للحديث بالليل : السَّمَرُ، وسَمَرَ فلان : إذا تحدّث ليلا، ومنه قيل : لا آتيك ما سَمَرَ ابنا سمير «٣»، وقوله تعالى : مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ
[المؤمنون / ٦٧]، قيل معناه :
سُمَّاراً، فوضع الواحد موضع الجمع، وقيل : بل السَّامِرُ : اللّيل المظلم. يقال : سَامِرٌ وسُمَّارٌ وسَمَرَةُ وسَامِرُونَ، وسَمَرْتُ الشيءَ، وإبل مُسْمَرَةٌ : مهملة، والسَّامِرِيُّ : منسوب إلى رجل.
سمع
السَّمْعُ : قوّة في الأذن به يدرك الأصوات، وفعله يقال له السَّمْعُ أيضا، وقد سمع سمعا.
ويعبّر تارة بالسمّع عن الأذن نحو : خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ
[البقرة / ٧]، وتارة عن فعله كَالسَّمَاعِ نحو : إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ
[الشعراء / ٢١٢]، وقال تعالى :
أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ
[ق / ٣٧]، وتارة عن الفهم، وتارة عن الطاعة، تقول : اسْمَعْ ما أقول لك، ولم تسمع ما قلت، وتعني لم تفهم، قال تعالى : وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا
[الأنفال / ٣١]، وقوله :
سَمِعْنا وَعَصَيْنا [النساء / ٤٦]، أي : فهمنا قولك ولم نأتمر لك، وكذلك قوله : سَمِعْنا وَأَطَعْنا [البقرة / ٢٨٥]، أي : فهمنا وارتسمنا.
وقوله : وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ
[الأنفال / ٢١]، يجوز أن يكون معناه : فهمنا وهم لا يفهمون، وأن يكون معناه :
فهمنا وهم لا يعملون بموجبه، وإذا لم يعمل بموجبه فهو في حكم من لم يسمع. ثم قال تعالى :
وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا
[الأنفال / ٢٣]، أي : أفهمهم بأن جعل لهم قوّة يفهمون بها، وقوله : وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ
[النساء / ٤٦]، يقال على وجهين :
أحدهما : دعاء على الإنسان بالصّمم.
والثاني : دعاء له.
فالأوّل نحو : أَسْمَعَكَ اللّه، أي : جعلك اللّه أصمّ.
والثاني : أن يقال : أَسْمَعْتُ فلانا : إذا سببته، وذلك متعارف في السّبّ، وروي «٤» أنّ أهل الكتاب
(١) انظر : ديوان الأدب للفارابي ٢ / ٣٤٩.
(٢) المثل في المستقصى ٢ / ٢٤٣.
(٣) انظر : اللسان (سمر)، والمستقصى ٢ / ٢٤٩.
(٤) عن ابن زيد، كما أخرجه الطبري في تفسيره ٥ / ١١٨.