المفردات في غريب القرآن، ص : ٤٤٧
شحن
قال تعالى : فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ
[الشعراء / ١١٩]، أي : المملوء، والشَّحْنَاءُ :
عداوة امتلأت منها النّفس. يقال : عدوّ مُشَاحِنٍ، وأَشْحَنَ للبكاء : امتلأت نفسه لتهيّئه له.
شخص
الشَّخْصُ : سواد الإنسان القائم المرئيّ من بعيد، وقد شَخَصَ من بلده : نفذ، وشَخَصَ سهمه، وبصره، وأَشْخَصَهُ صاحبه، قال تعالى :
لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ
[إبراهيم / ٤٢]، شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا
[الأنبياء / ٩٧]، أي : أجفانهم لا تطرف.
شد
الشَّدُّ : العقد القويّ. يقال : شَدَدْتُ الشّيء :
قوّيت عقده، قال اللّه : وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ
[الإنسان / ٢٨]، حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ [محمد / ٤]. والشِّدَّةُ تستعمل في العقد، وفي البدن، وفي قوى النّفس، وفي العذاب، قال : وَكانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً
[فاطر / ٤٤]، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى
[النجم / ٥]، يعني : جبريل عليه السلام، وقال تعالى : عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ
[التحريم / ٦]، وقال :
بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ [الحشر / ١٤]، فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ [ق / ٢٦]. والشَّدِيدُ والْمُتَشَدِّدُ : البخيل. قال تعالى : وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ [العاديات / ٨]. فَالشَّدِيدُ يجوز أن يكون بمعنى مفعول، كأنه شدّ، كما يقال :
غلّ عن الأفضال «١»، وإلى نحو هذا : وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ [المائدة / ٦٤]، ويجوز أن يكون بمعنى فاعل، فَالْمُتَشَدِّدُ كأنه شدّ صرّته، وقوله تعالى : حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً
[الأحقاف / ١٥]، [ففيه تنبيه أنّ الإنسان إذا بلغ هذا القدر يتقوّى خلقه الذي هو عليه، فلا يكاد يزايله بعد ذلك، وما أحسن ما نبّه له الشاعر حيث يقول :
٢٦٠ -
إذا المرء وافى الأربعين ولم يكن له دون ما يهوى حياء ولا ستر
٢٦١ -
فدعه ولا تنفس عليه الّذي مضى وإن جرّ أسباب الحياة له العمر
«٢»] «٣» وشَدَّ فلان واشْتَدَّ : إذا أسرع، يجوز أن يكون من قولهم : شدّ حزامه للعدو، كما يقال : ألقى ثيابه : إذا طرحه للعدو، وأن يكون من قولهم :
(١) انظر : البصائر ٣ / ٣٠٢، واللسان (غلل)، وعمدة الحفاظ : شدّ.
(٢) البيتان اختلف في قائلهما، فقيل لمالك بن أسماء، وقيل للأقيشر، وقيل غير ذلك. وهما في البصائر ٣ / ٣٠٢ دون نسبة، والحماسة البصرية ٢ / ٧٣، وشرح المقامات للشريشي ٢ / ١٦، والدر المصون ٦ / ٤٦٢، وأمالي القالي ١ / ٧٨، وسمط اللآلئ ١ / ٢٦٣. يقال : نفست عليه الشيء، أنفسه نفاسة : إذا لم تره أهلا له.
(٣) ما بين قوسين نقله السمين في الدرّ المصون ٦ / ٤٦٢. [.....]