المفردات في غريب القرآن، ص : ٤٥٣
كقوله : وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ... الآية [التوبة / ٣٠]، وقيل : هم من عدا أهل الكتاب، لقوله : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا [الحج / ١٧]، أفرد الْمُشْرِكِينَ عن اليهود والنّصارى.
شرى
الشِّرَاءُ والبيع يتلازمان، فَالْمُشْتَرِي دافع الثّمن، وآخذ المثمن، والبائع دافع المثمن، وآخذ الثّمن. هذا إذا كانت المبايعة والْمُشَارَاةُ بناضّ وسلعة، فأمّا إذا كانت بيع سلعة بسلعة صحّ أن يتصور كلّ واحد منهما مُشْتَرِياً وبائعا، ومن هذا الوجه صار لفظ البيع والشّراء يستعمل كلّ واحد منهما في موضع الآخر. وشَرَيْتُ بمعنى بعت أكثر، وابتعت بمعنى اشْتَرَيْتُ أكثر، قال اللّه تعالى : وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ
[يوسف / ٢٠]، أي : باعوه، وكذلك قوله :
يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ
[النساء / ٧٤]، وتجوّز بالشّراء والاشتراء في كلّ ما يحصل به شيء، نحو : إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ
[آل عمران / ٧٧]، لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللَّهِ [آل عمران / ١٩٩]، اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا [البقرة / ٨٦]، أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى [البقرة / ١٦]، وقوله : إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
[التوبة / ١١١]، فقد ذكر ما اشتري به، وهو قوله : يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ [التوبة / ١١١].
ويسمّى الخوارج بِالشُّرَاةِ متأوّلين فيه قوله تعالى : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ [البقرة / ٢٠٧]، فمعنى «يَشْرِي» :
يبيع، فصار ذلك كقوله : إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى...
الآية [التوبة / ١١١].
شطط
الشَّطَطُ : الإفراط في البعد. يقال : شَطَّتِ الدّارُ، وأَشَطَّ، يقال في المكان، وفي الحكم، وفي السّوم، قال :
٢٦٦ -
شطّ المزار بجدوى وانتهى الأمل
«١» وعبّر بِالشَّطَطِ عن الجور. قال تعالى : لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً
[الكهف / ١٤]، أي : قولا بعيدا عن الحقّ.
وشَطُّ النّهر حيث يبعد عن الماء من حافته.
شطر
شَطْرُ الشيء : نصفه ووسطه. قال تعالى :
فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ
[البقرة / ١٤٤]، أي : جهته ونحوه، وقال :
(١) الشطر لابن أحمر، وهو في اللسان مادة (جدا)، وديوانه ص ١٣٣ وجدوى : اسم امرأة، وعجزه :
[فلا خيال ولا عهد ولا طلل ]