المفردات في غريب القرآن، ص : ٤٦٥
٢٧٣ -
ولتعرفنّ خلائقا مشمولة ولتندمنّ ولات ساعة مندم
«١» قيل : أراد خلائق طيّبة، كأنّها هبّت عليها شمال فبردت وطابت.
شنأ
شَنِئْتُهُ : تقذّرته بغضا له. ومنه اشتقّ :
أزد شَنُوءَةَ، وقوله تعالى : لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ
[المائدة / ٨]، أي : بغضهم، وقرئ :
شَنْأَنُ «٢» فمن خفّف أراد : بغيض قوم، ومن ثقّل جعله مصدرا، ومنه : إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ
[الكوثر / ٣].
شهب
الشِّهَابُ : الشّعلة السّاطعة من النار الموقدة، ومن العارض في الجوّ، نحو : فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ
[الصافات / ١٠]، شِهابٌ مُبِينٌ [الحجر / ١٨]، شِهاباً رَصَداً [الجن / ٩].
والشُّهْبَةُ : البياض المختلط بالسّواد تشبيها بالشّهاب المختلط بالدّخان، ومنه قيل : كتيبة شَهْبَاءُ : اعتبارا بسواد القوم وبياض الحديد.
شهد
الشُّهُودُ والشَّهَادَةُ : الحضور مع المشاهدة، إمّا بالبصر، أو بالبصيرة، وقد يقال للحضور مفردا قال اللّه تعالى : عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ [السجدة / ٦]، لكن الشهود بالحضور المجرّد أولى، والشّهادة مع المشاهدة أولى، ويقال للمحضر : مَشْهَدٌ، وللمرأة التي يحضرها زوجها : مُشْهِدٌ، وجمع مَشْهَدٍ : مَشَاهِدُ، ومنه :
مَشَاهِدُ الحجّ، وهي مواطنه الشريفة التي يحضرها الملائكة والأبرار من الناس. وقيل :
مَشَاهِدُ الحجّ : مواضع المناسك. قال تعالى :
لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ [الحج / ٢٨]، وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما
[النور / ٢]، ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ
[النمل / ٤٩]، أي : ما حضرنا، وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ
[الفرقان / ٧٢]، أي : لا يحضرونه بنفوسهم ولا بهمّهم وإرادتهم.
والشَّهَادَةُ : قول صادر عن علم حصل بمشاهدة بصيرة أو بصر. وقوله : أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ
[الزخرف / ١٩]، يعني مُشَاهَدَةِ البصر ثم قال :
سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ [الزخرف / ١٩]، تنبيها أنّ الشّهادة تكون عن شُهُودٍ، وقوله : لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ [آل عمران / ٧٠]، أي : تعلمون، وقوله : ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ [الكهف / ٥١]، أي : ما جعلتهم ممّن اطّلعوا ببصيرتهم على خلقها، وقوله :
(١) البيت لرجل من سعد، وهو في خزانة الأدب ٤ / ١٧٤، والأضداد لابن الأنباري ص ١٦٨، وأضداد الأصمعي ص ١٨، وأضداد ابن السكيت ص ١٧٣. وعجزه في معاني القرآن للفراء ٢ / ٣٩٦، وقال الفراء : ولا أحفظ صدره.
(٢) وهي قراءة ابن عامر وشعبة وابن وردان وابن جمّاز بخلف عنه. الإتحاف ١٩٧.