المفردات في غريب القرآن، ص : ٤٩٠
اصْطَلَحُوا وتَصَالَحُوا، قال : أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ
[النساء / ١٢٨]، وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا
[النساء / ١٢٩]، فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما
[الحجرات / ٩]، فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ [الحجرات / ١٠]، وإِصْلَاحُ اللّهِ تعالى الإنسانَ يكون تارة بخلقه إيّاه صَالِحاً، وتارة بإزالة ما فيه من فساد بعد وجوده، وتارة يكون بالحكم له بالصَّلَاحِ. قال تعالى :
وَأَصْلَحَ بالَهُمْ
[محمد / ٢]، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ [الأحزاب / ٧١]، وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي
[الأحقاف / ١٥]، إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ
[يونس / ٨١]، أي : المفسد يضادّ اللّه في فعله، فإنّه يفسد واللّه تعالى يتحرّى في جميع أفعاله الصَّلَاحَ، فهو إذا لا يُصْلِحُ عملَه، وصَالِحٌ : اسم للنّبيّ عليه السلام. قال تعالى : يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا [هود / ٦٢].
صلد
«١» قال تعالى : فَتَرَكَهُ صَلْداً
[البقرة / ٢٦٤]، أي : حجرا صلبا وهو لا ينبت، ومنه قيل : رأس صَلْدٌ : لا ينبت شعرا، وناقة صَلُودٌ ومِصْلَادٌ : قليلة اللّبن، وفرس صَلُودٌ : لا يعرق، وصَلَدَ الزَّنْدُ : لا يخرج ناره.
صلا
أصل الصَّلْيُ الإيقادُ بالنار، ويقال : صَلِيَ بالنار وبكذا، أي : بلي بها، واصْطَلَى بها، وصَلَيْتُ الشاةَ : شويتها، وهي مَصْلِيَّةٌ. قال تعالى : اصْلَوْهَا الْيَوْمَ
[يس / ٦٤]، وقال :
يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى
[الأعلى / ١٢]، تَصْلى ناراً حامِيَةً
[الغاشية / ٤]، وَيَصْلى سَعِيراً [الانشقاق / ١٢]، وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً
[النساء / ١٠]، قرئ :
سَيَصْلَوْنَ «٢» بضمّ الياء وفتحها، حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها [المجادلة / ٨]، سَأُصْلِيهِ سَقَرَ
[المدثر / ٢٦]، وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ
[الواقعة / ٩٤]، وقوله : لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى
[الليل / ١٥ - ١٦]، فقد قيل :
معناه لا يَصْطَلِي بها إلّا الأشقى الذي. قال الخليل : صَلِيَ الكافرُ النار : قاسى حرّها «٣»، يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ [المجادلة / ٨]، وقيل : صَلَى النارَ : دخل فيها، وأَصْلَاهَا غيرَهُ، قال : فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً
[النساء / ٣٠]، ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا
[مريم / ٧٠]، قيل : جمع صَالٍ، والصَّلَاءُ يقال للوقود وللشّواء. والصَّلاةُ، قال كثير من أهل اللّغة : هي الدّعاء، والتّبريك
(١) هذه المادة سقطت من نسخة المحمودية ١.
(٢) وهي قراءة ابن عامر وشعبة. انظر : الإتحاف ص ١٨٦.
(٣) انظر : العين ٧ / ١٥٤.