المفردات في غريب القرآن، ص : ٤٩٤
له : صَنَمٌ، وعلى هذا الوجه قال إبراهيم صلوات اللّه عليه : اجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ
[إبراهيم / ٣٥]، فمعلوم أنّ إبراهيم مع تحقّقه بمعرفة اللّه تعالى، واطّلاعه على حكمته لم يكن ممّن يخاف أن يعود إلى عبادة تلك الجثث التي كانوا يعبدونها، فكأنّه قال : اجنبني عن الاشتغال بما يصرفني عنك.
صنو
الصِّنْوُ : الغصنُ الخارج عن أصل الشّجرة، يقال : هُمَا صِنْوَا نخلةٍ، وفلانٌ صِنْوُ أبيه، والتّثنية : صِنْوَانِ، وجمعه صِنْوَانٌ «١». قال تعالى :
صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ [الرعد / ٤].
صهر
الصِّهْرُ : الختنُ، وأهل بيت المرأة يقال لهم الأَصْهَارُ، كذا قال الخليل «٢». قال ابن الأعرابيّ : الإِصْهَارُ : التَّحَرُّمُ بجوارٍ، أو نسب، أو تزوّج، يقال : رجلٌ مُصْهِرٌ : إذا كان له تحرّم من ذلك. قال تعالى : فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً
[الفرقان / ٥٤]، والصَّهْرُ : إذابةُ الشّحمِ. قال تعالى : يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ
[الحج / ٢٠]، والصُّهَارَةُ : ما ذاب منه، وقال أعرابيّ : لَأَصْهَرَنَّكَ بيمينٍ مُرَّةٍ «٣»، أي : لأُذِيبَنَّكَ.
صوب
الصَّوَابُ يقال على وجهين : أحدهما : باعتبار الشيء في نفسه، فيقال : هذا صَوَابٌ : إذا كان في نفسه محمودا ومرضيّا، بحسب مقتضى العقل والشّرع، نحو قولك : تَحَرِّي العدلِ صَوَابٌ، والكَرَمُ صَوَابٌ. والثاني : يقال باعتبار القاصد إذا أدرك المقصود بحسب ما يقصده، فيقال : أَصَابَ كذا، أي : وجد ما طلب، كقولك : أَصَابَهُ السّهمُ، وذلك على أضرب :
الأوّل : أن يقصد ما يحسن قصده فيفعله، وذلك هو الصَّوَابُ التّامُّ المحمودُ به الإنسان.
والثاني : أن يقصد ما يحسن فعله، فيتأتّى منه غيره لتقديره بعد اجتهاده أنّه صَوَابٌ، وذلك هو المراد بقوله عليه السلام :«كلّ مجتهد مُصِيبٌ» «٤»، وروي «المجتهد مُصِيبٌ وإن أخطأ
(١) قال أبو زيد : هاتان نخلتان صنوان، ونخيل صنوان وأصناء، ويقال للاثنين : قنوان وصنوان، وللجماعة : قنوان وصنوان. اللسان (صنا).
(٢) انظر : العين ٣ / ٤١١.
(٣) انظر : أساس البلاغة ص ٢٦١، والمجمل ٢ / ٥٤٣، واللسان (صهر).
(٤) هذه قاعدة فقهية، وليست حديثا. وهي ظاهر قول مالك وأبي حنيفة.
ومعناها : كلّ مجتهد في الفروع التي لا قاطع فيها مصيب في اجتهاده، وليست على إطلاقها، إذ لا يجوز أن يقال : كلّ مجتهد في الأصول الكلامية - أي : العقائد الدينية - مصيب، لأنّ ذلك يؤدي إلى تصويب أهل الضلالة من النصارى القائلين بالتثليث، والثنوية من المجوس في قولهم بالأصلين للعالم : النور والظلمة، والكفار في نفيهم التوحيد، وبعثة الرسل، والمعاد في الآخرة. انظر : لطائف الإشارات شرح منظومة الورقات في الأصول ص ٥٩، واللمع ص ٣٥٨.