المفردات في غريب القرآن، ص : ٤٩٥
فهذا له أجر» «١» كما روي :«من اجتهد فَأَصَابَ فله أجران، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر» «٢».
والثالث : أن يقصد صَوَاباً، فيتأتّى منه خطأ لعارض من خارج، نحو من يقصد رمي صيد، فَأَصَابَ إنسانا، فهذا معذور.
والرّابع : أن يقصد ما يقبح فعله، ولكن يقع منه خلاف ما يقصده، فيقال : أخطأ في قصده، وأَصَابَ الذي قصده، أي : وجده، والصَّوْبُ :
الإِصَابَةُ : يقال : صَابَهُ وأَصَابَهُ، وجُعِلَ الصَّوْبُ لنزول المطر إذا كان بقدر ما ينفع، وإلى هذا القدر من المطر أشار بقوله : وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ [المؤمنون / ١٨]، قال الشاعر :
٢٨٥ -
فسقى ديارك غير مفسدها صَوْبُ الرّبيعِ ودِيمَةٌ تهمي
«٣» والصَّيِّبُ : السّحابُ المختصّ بالصَّوْبِ، وهو فيعل من : صَابَ يَصُوبُ. قال الشاعر : ٢٨٦ -
فكأنما صَابَتْ عليه سحابة
«٤» وقوله : أَوْ كَصَيِّبٍ
[البقرة / ١٩]، قيل :
هو السّحاب، وقيل : هو المطر، وتسميته به كتسميته بالسّحاب، وأَصَابَ السّهمَ : إذا وصل إلى المرمى بالصَّوَابِ، والمُصِيبَةُ أصلها في الرّمية، ثم اختصّت بالنّائبة نحو : أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها
[آل عمران / ١٦٥]، فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ
[النساء / ٦٢]، وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ
[آل عمران / ١٦٦]، وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ [الشورى / ٣٠]، وأصاب : جاء في الخير والشّرّ. قال تعالى :
إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ
[التوبة / ٥٠]، وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ [النساء / ٧٣]، فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ
[النور / ٤٣]، فَإِذا أَصابَ بِهِ
(١) المرويّ في ذلك عن عمرو بن العاص أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال :«إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد» متفق عليه : البخاري ١٣ / ٣١٨ كتاب الاعتصام، مسلم (١٣٤٢) كتاب الأقضية.
(٢) المرويّ في ذلك عن عمرو بن العاص أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال :«إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد» متفق عليه : البخاري ١٣ / ٣١٨ كتاب الاعتصام، مسلم (١٣٤٢) كتاب الأقضية.
(٣) البيت لطرفة بن العبد، في ديوانه ص ٨٨، والبصائر ٣ / ٤٤٨. [.....]
(٤) هذا شطر بيت، وعجزه :
صواعقها لطيرهنّ دبيب
وهو لعلقمة بن عبدة من مفضليته التي مطلعها :
طحا بك قلب في الحسان طروب بعيد الشباب عصر حان مشيب
وهو في المفضليات ص ٣٩٥، واللسان (صوب).