المفردات في غريب القرآن، ص : ٥٢٠
المياه، واسْتَطْعَمَهُ فَأْطْعَمَهُ. قال تعالى :
اسْتَطْعَما أَهْلَها
[الكهف / ٧٧]، وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ
[الحج / ٣٦]، وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ
[الإنسان / ٨]، أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ
[يس / ٤٧]، الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ
[قريش / ٤]، وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ
[الأنعام / ١٤]، وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ
[الذاريات / ٥٧]، وقال عليه الصلاة والسلام :
«إذا اسْتَطْعَمَكُمُ الإمامُ فَأَطْعِمُوهُ» «١» أي : إذا استفتحكم عند الارتياج فلقّنوه، ورجلٌ طَاعِمٌ :
حَسَنُ الحالِ، ومُطْعَمٌ : مرزوقٌ، ومِطْعَامٌ : كثيرُ الإِطْعَامِ، ومِطْعَمٌ : كثيرُ الطَّعْمِ، والطُّعْمَةُ : ما يُطْعَمُ.
طعن
الطَّعْنُ : الضّربُ بالرّمح وبالقرن وما يجري مجراهما، وتَطَاعَنُوا، واطَّعَنُوا، واستعير للوقيعة.
قال تعالى : وَطَعْناً فِي الدِّينِ
[النساء / ٤٦]، وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ
[التوبة / ١٢].
طغى
طَغَوْتُ وطَغَيْتُ «٢» طَغَوَاناً وطُغْيَاناً، وأَطْغَاهُ كذا : حمله على الطُّغْيَانِ، وذلك تجاوز الحدّ في العصيان. قال تعالى : اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى
[النازعات / ١٧]، إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى
[العلق / ٦]، وقال : قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى [طه / ٤٥]، وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي
[طه / ٨١]، وقال تعالى : فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً [الكهف / ٨٠]، فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ
[البقرة / ١٥]، إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً [الإسراء / ٦٠]، وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ
[ص / ٥٥]، قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ
[ق / ٢٧]، والطَّغْوَى الاسمُ منه. قال تعالى :
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها
[الشمس / ١١]، تنبيها أنهم لم يصدّقوا إذا خوّفوا بعقوبة طُغْيَانِهِمْ.
وقوله : هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى
[النجم / ٥٢]، تنبيها أنّ الطُّغْيَان لا يخلّص الإنسان، فقد كان قوم نوح أَطْغَى منهم فأهلكوا. وقوله : إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ
[الحاقة / ١١]، فاستعير الطُّغْيَانُ فيه لتجاوز الماء الحدّ، وقوله : فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ
[الحاقة / ٥]، فإشارة إلى الطّوفان المعبّر عنه بقوله : إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ [الحاقة / ١١]، والطَّاغُوتُ عبارةٌ عن كلِّ متعدٍّ، وكلِّ معبود
(١) قال ابن الأثير : أي : إذا أرتج عليه في قراءة الصلاة واستفتحكم فافتحوا عليه ولقنوه، وهو من باب التمثيل، تشبيها بالطعام، كأنهم يدخلون القراءة في فيه كما يدخل الطعام. النهاية ٣ / ١٢٧.
وهذا ليس من كلام النبي صلّى اللّه عليه وسلم كما ذكره المؤلف، وإنما هو من كلام عليّ بن أبي طالب. انظر : غريب الحديث لأبي عبيد ٤ / ٣٢٥، والمجموع المغيث ٢ / ٣٥٣. [.....]
(٢) انظر : اللسان (طغا)، وعمدة الحفاظ : طغا.