المفردات في غريب القرآن، ص : ٥٤٠
يكن ذلك متيقنا، وقوله : يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ
[آل عمران / ١٥٤]، أي :
يَظُنُّونَ أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وسلم لم يصدقهم فيما أخبرهم به كما ظَنَّ الجاهليّة، تنبيها أنّ هؤلاء المنافقين هم في حيّز الكفار، وقوله : وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ
[الحشر / ٢]، أي : اعتقدوا اعتقادا كانوا منه في حكم المتيقّنين، وعلى هذا قوله :
وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ
[فصلت / ٢٢]، وقوله : الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ
[الفتح / ٦]، هو مفسّر بما بعده، وهو قوله : بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ [الفتح / ١٢]، إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا
[الجاثية / ٣٢]، والظَّنُّ في كثير من الأمور مذموم، ولذلك قال تعالى : وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا
[يونس / ٣٦]، وَإِنَّ الظَّنَ
[النجم / ٢٨]، وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ
[الجن / ٧]، وقرئ : وما هو على الغيب بِظَنِينٍ «١» أي : بمتّهم.
ظهر
الظَّهْرُ الجارحةُ، وجمعه ظُهُورٌ. قال عزّ وجل :
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ
[الانشقاق / ١٠]، مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
[الأعراف / ١٧٢]، أَنْقَضَ ظَهْرَكَ
[الشرح / ٣]، والظَّهْرُ هاهنا استعارة تشبيها للذّنوب بالحمل الذي ينوء بحامله، واستعير لِظَاهِرِ الأرضِ، فقيل : ظَهْرُ الأرضِ وبطنها. قال تعالى : ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ
[فاطر / ٤٥]، ورجلٌ مُظَهَّرٌ : شديدُ الظَّهْرِ، وظَهِرَ : يشتكي ظَهْرَهُ.
ويعبّر عن المركوب بِالظَّهْرِ، ويستعار لمن يتقوّى به، وبعير ظَهِيرٌ : قويّ بيّن الظَّهَارَةِ، وظِهْرِيٌّ :
معدّ للرّكوب، والظِّهْرِيُّ أيضا : ما تجعله بِظَهْرِكَ فتنساه. قال تعالى : وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا
[هود / ٩٢]، وَظَهَرَ عليه : غلبه، وقال : إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ
[الكهف / ٢٠]، وظاهَرْتُهُ :
عاونته. قال تعالى : وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ
[الممتحنة / ٩]، وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ
[التحريم / ٤]، أي : تعاونا، تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ
[البقرة / ٨٥]، وقرئ :(تَظَّاهَرَا) «٢»، الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ
[الأحزاب / ٢٦]، وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ
[سبأ / ٢٢]، أي : معين «٣». فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ
[القصص / ٨٦]، وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ
[التحريم / ٤]، وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً
[الفرقان /
(١) سورة التكوير : آية ٢٤، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي ورويس. انظر : إرشاد المبتدي ص ٦٢٣.
(٢) وهي قراءة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر ويعقوب. انظر الإتحاف ص ٤١٩.
(٣) وهو قول أبي عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ١٤٧.