المفردات في غريب القرآن، ص : ٥٤٩
أحد الأخلاق التي ركّب عليها، وعلى ذلك قال :
وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا
[الإسراء / ١١]، وقوله : مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ
[الإسراء / ١٨]، أي :
الأعراض الدّنيويّة، وهبنا ما نشاء لمن نريد أن نعطيه ذلك. عَجِّلْ لَنا قِطَّنا
[ص / ١٦]، فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ
[الفتح / ٢٠]، والعُجَالَةُ :
ما يُعَجَّلُ أكلُهُ كاللُّهْنَةِ «١»، وقد عَجَّلْتُهُمْ ولهّنتهم، والعِجْلَةُ : الإداوةُ الصّغيرةُ التي يُعَجَّلُ بها عند الحَاجة، والعجَلَةُ : خشبة معترضة على نعامة البئر، وما يحمل على الثّيران، وذلك لسرعة مرّها. وَالعِجْلُ : ولد البقرة لتصوّر عَجَلَتِهَا التي تعدم منه إذا صار ثورا. قال : عِجْلًا جَسَداً
[الأعراف / ١٤٨]، وبقرةٌ مُعْجِلٌ : لها عِجْلٌ.
عجم
العُجْمَةُ : خلافُ الإبانة، والإِعْجَامُ : الإبهام، واسْتَعْجَمْتُ الدّارَ : إذا بان أهلها ولم يبق فيها عريب، أي : من يبين جوابا، ولذلك قال بعض العرب : خرجت عن بلاد تنطق، كناية عن عمارتها وكون السّكان فيها. والعَجَمُ : خلاف العَرَبِ، والعَجَمِيُّ منسوبٌ إليهم، والأَعْجَمُ : من في لسانه عُجْمَةٌ، عربيّا كان، أو غير عربيّ، اعتبارا بقلّة فهمهم عن العجم. ومنه قيل للبهيمة :
عَجْمَاءُ والأَعْجَمِيُّ منسوبٌ إليه. قال : وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ
[الشعراء / ١٩٨]، على حذف الياءات. قال تعالى : وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌ
[فصلت / ٤٤]، يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ [النحل / ١٠٣]، وسمّيت البهيمة عَجْمَاءَ من حيث إنها لا تبين عن نفسها بالعبارة إبانة النّاطق. وقيل :«صلاة النهار عَجْمَاءُ» «٢»، أي : لا يجهر فيها بالقراءة، «وجُرْحُ العَجْمَاءِ جُبَارٌ» «٣»، وأَعْجَمْتُ الكلامَ ضدّ أَعْرَبْتُ، وأَعْجَمْتُ الكتابةَ : أزلت عُجْمَتَهَا، نحو :
أشكيته : إذا أزلت شكايته. وحروف المُعْجَمُ، روي عن الخليل «٤» أنها هي الحروف المقطّعة لأنها أَعْجَمِيَّةٌ. قال بعضهم : معنى قوله : أَعْجَمِيَّةٌ أنّ الحروف المتجرّدة لا تدلّ على ما تدلّ عليه
(١) في المجمل : ويقال : عجّلت القوم كما يقال : لهّنتهم. انظر : المجمل ٣ / ٦٤٩.
(٢) هذا القيل لأبي عبيدة بن عبد اللّه بن مسعود، وليس حديثا كما يظنه بعض الناس.
وقال الدارقطني : لم يرو عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم، وإنما هو من قول بعض الفقهاء، وحكاه الروياني في بحره، وقال :
المراد أن معظم الصلوات النهارية لا جهر فيها وقيل : هو كلام الحسن البصري. راجع : كشف الخفاء ٢ / ٢٨.
(٣) الحديث عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال :«جرح العجماء جبار، والبئر جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس» أخرجه مالك في الموطأ باب جامع العقل (انظر : شرح الزرقاني ٤ / ١٩٨)، والبخاري في الزكاة ٣ / ٣٦٤، ومسلم في الحدود برقم ١٧١٠.
(٤) العين ١ / ٢٣٨. [.....]