المفردات في غريب القرآن، ص : ٥٥٠
الحروف الموصولة «١». وباب مُعْجَمٌ : مُبْهَمٌ، والعَجَمُ : النّوى، الواحدة : عَجَمَةٌ، إمّا لاستتارها في ثَنْيِ ما فيه، وإمّا بما أخفي من أجزائه بضغط المضغ، أو لأنّه أدخل في الفم في حال ما عضّ عليه فأخفي، والعَجْمُ : العَضُّ عليه، وفلانٌ صُلْبُ المَعْجَمِ، أي : شديدٌ عند المختبر.
عد
العَدَدُ : آحاد مركّبة، وقيل : تركيب الآحاد، وهما واحد. قال تعالى : عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ
[يونس / ٥]، وقوله تعالى :
فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً
[الكهف / ١١]، فَذِكْرُهُ للعَدَدِ تنبيه على كثرتها.
والعَدُّ ضمُّ الأَعْدَادِ بعضها إلى بعض. قال تعالى : لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا
[مريم / ٩٤]، فَسْئَلِ الْعادِّينَ
[المؤمنون / ١١٣]، أي : أصحاب العَدَدِ والحساب. وقال تعالى :
كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ [المؤمنون / ١١٢]، وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ
[الحج / ٤٧]، ويتجوّز بِالعَدِّ على أوجه، يقال : شيءٌ مَعْدُودٌ ومحصور، للقليل مقابلة لما لا يحصى كثرة، نحو المشار إليه بقوله : بِغَيْرِ حِسابٍ [البقرة / ٢١٢]، وعلى ذلك : إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً
[البقرة / ٨٠]، أي : قليلة، لأنّهم قالوا : نعذّب الأيّام التي فيها عبدنا العجل، ويقال على الضّدّ من ذلك، نحو : جيشٌ عَدِيدٌ : كثيرٌ، وإنهم لذو عَدَدٍ، أي : هم بحيث يجب أن يُعَدُّوا كثرةً، فيقال في القليل : هو شيء غير مَعْدُودٍ، وقوله : فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً
[الكهف / ١١]، يحتمل الأمرين، ومنه قولهم : هذا غير مُعْتَدٍّ به، وله عُدَّةٌ، أي : شيء كثير يُعَدُّ من مال وسلاح وغيرهما، قال : لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً
[التوبة / ٤٦]، وماءٌ عِدٌّ «٢»، وَالعِدَّةُ : هي الشيء المَعْدُودُ. قال تعالى : وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ
[المدثر / ٣١]، أي : عَدَدَهُمْ، وقوله : فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
[البقرة / ١٨٤]، أي : عليه أيّام بِعَدَدِ ما فاته من زمان آخر غير زمان شهر رمضان، إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ
[التوبة / ٣٦]، والعِدَّةُ :
عِدَّةُ المرأةِ : وهي الأيّام التي بانقضائها يحلّ لها التّزوّج. قال تعالى : فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها
[الأحزاب / ٤٩]، فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ
[الطلاق / ١]، والإِعْدادُ مِنَ العَدِّ كالإسقاء من السَّقْيِ، فإذا قيل : أَعْدَدْتُ هذا لك، أي : جعلته بحيث تَعُدُّهُ وتتناوله بحسب حاجتك إليه. قال تعالى :
(١) انظر : المجمل ٣ / ٦٥٠.
(٢) العدّ : الماء الذي لا ينقطع، كماء العين والبئر. انظر : المجمل ٣ / ٦١٢.