المفردات في غريب القرآن، ص : ٥٥٨
عَرْجَاءُ، لكونها في خلقتها ذات عَرَجٍ، وتَعَارَجَ نحو : تضالع، ومنه استعير :
٣١٥ -
عَرِّجْ قليلا عن مدى غلوائكا
«١» أي : احبسه عن التّصعّد. والعَرْجُ : قطيعٌ ضخم من الإبل، كأنّه قد عَرَجَ كثرةً، أي :
صعد.
عرجن
قال تعالى : حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ
[يس / ٣٩]، أي : ألفافه من أغصانه.
عرش
العَرْشُ في الأصل : شيء مسقّف، وجمعه عُرُوشٌ. قال تعالى : وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها
[البقرة / ٢٥٩]، ومنه قيل : عَرَشْتُ الكرمَ وعَرَّشْتُهُ : إذا جعلت له كهيئة سقف، وقد يقال لذلك المُعَرَّشُ. قال تعالى : مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ
[الأنعام / ١٤١]، وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ
[النحل / ٦٨]، وَما كانُوا يَعْرِشُونَ [الأعراف / ١٣٧]. قال أبو عبيدة «٢» : يبنون، واعْتَرَشَ العنبَ : رَكَّبَ عَرْشَهُ، والعَرْشُ : شبهُ هودجٍ للمرأة شبيها في الهيئة بِعَرْشِ الكرمِ، وعَرَّشْتُ البئرَ : جعلت له عَرِيشاً. وسمّي مجلس السّلطان عَرْشاً اعتبارا بعلوّه. قال : وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ
[يوسف / ١٠٠]، أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها
[النمل / ٣٨]، نَكِّرُوا لَها عَرْشَها
[النمل / ٤١]، أَهكَذا عَرْشُكِ
[النمل / ٤٢]، وكنّي به عن العزّ والسّلطان والمملكة، قيل : فلان ثُلَّ عَرْشُهُ. وروي أنّ عمر رضي اللّه عنه رؤي في المنام فقيل : ما فعل بك ربّك؟ فقال : لو لا أن تداركني برحمته لَثُلَّ عَرْشِي «٣». وعَرْشُ اللّهِ : ما لا يعلمه البشر على الحقيقة إلّا بالاسم، وليس كما تذهب إليه أوهام العامّة، فإنه لو كان كذلك لكان حاملا له، تعالى عن ذلك، لا محمولا، واللّه تعالى يقول : إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ [فاطر / ٤١]، وقال قوم : هو الفلك الأعلى والكرسيّ فلك الكواكب، واستدلّ بما روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم :«ما السّموات السّبع والأرضون السّبع في جنب الكرسيّ إلّا كحلقة ملقاة في أرض فلاة والكرسيّ عند العَرْشِ
(١) هذا عجز بيت للصولي، وصدره :
أبا جعفر خف نبوة بعد صولة
وهو في ديوانه ص ١٦١، ومحاضرات الأدباء ١ / ١٠٩، والصداقة والصديق ص ٣٥، والممتع للقيرواني ص ٢٤٩. [.....]
(٢) راجع : مجاز القرآن ١ / ٢٢٧.
(٣) انظر : البصائر ٤ / ٤٢، وعمدة الحفاظ : عرش.