المفردات في غريب القرآن، ص : ٥٦٢
تعالى : وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً
[المرسلات / ١]، والعَرَّافُ كالكاهن إلّا أنّ العَرَّافَ يختصّ بمن يخبر بالأحوال المستقبلة، والكاهن بمن يخبر بالأحوال الماضية، والعَرِيفُ بمن يَعْرِفُ النّاسَ ويُعَرِّفُهُمْ، قال الشاعر :
٣١٦ -
بعثوا إليّ عَرِيفَهُمْ يتوسّم
«١» وقد عَرُفَ فلانٌ عَرَافَةً : إذا صار مختصّا بذلك، فالعَرِيفُ : السّيدُ المعروفُ قال الشاعر :
٣١٧ -
بل كلّ قوم وإن عزّوا وإن كثروا عَرِيفُهُمْ بأثافي الشّرّ مرجوم
«٢» ويومُ عَرَفَةَ يومُ الوقوفِ بها، وقوله : وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ
[الأعراف / ٤٦]، فإنه سور بين الجنّة والنار، والاعْتِرَافُ : الإقرارُ، وأصله :
إظهار مَعْرِفَةِ الذّنبِ، وذلك ضدّ الجحود. قال تعالى : فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ
[الملك / ١١]، فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا
[غافر / ١١].
عرم
العَرَامَةُ : شراسةٌ وصعوبةٌ في الخُلُقِ، وتَظْهَرُ بالفعل، يقال : عَرَمَ فلانٌ فهو عَارِمٌ، وعَرَمَ «٣» :
تَخَلَّقَ بذلك، ومنه : عُرَامُ الجيشِ، وقوله تعالى : فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ
[سبأ / ١٦]، قيل : أراد سيلَ الأمرِ العَرِمِ، وقيل : العَرِمُ المَسْنَاةُ «٤»، وقيل : العَرِمُ الجُرَذُ الذَّكَرُ، ونسب إليه السّيلُ من حيث إنه نَقَبَ المسناةَ.
عرى
يقال : عَرِيَ من ثوبه يَعْرَى «٥»، فهو عَارٍ وعُرْيَانٌ. قال تعالى : إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى
[طه / ١١٨]، وهو عَرُوٌّ من الذّنب.
أي : عَارٍ، وأَخَذَهُ عُرَوَاءُ أي : رِعْدَةٌ تعرض من العُرْيِ، ومَعَارِي الإنسانِ : الأعضاءُ التي من شأنها أن تُعْرَى كالوجه واليد والرّجل، وفلانٌ حَسَنُ المَعْرَى، كقولك : حسن المحسر والمجرّد، وَالعَرَاءُ : مكان لا سترة به، قال :
فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ
[الصافات / ١٤٥]، والعَرَا مقصورٌ : النّاحيةُ «٦»، وعَرَاهُ وَاعْتَرَاهُ : قصد عُرَاهُ. قال تعالى : إِلَّا اعْتَراكَ

_
(١) هذا عجز بيت، وشطره :
أو كلما وردت عكاظ قبيلة
والبيت لطريف بن تميم العنبري، وهو في اللسان (عرف)، وكتاب سيبويه ٢ / ٣٧٨، وشرح الأبيات لابن السيرافي ٢ / ٣٨٩.
(٢) البيت لعلقمة بن عبدة، وهو في ديوانه ص ٦٤، والمفضليات ص ٤٠١، واللسان (عرف).
(٣) يقال : عرم الغلام يعرم : إذا اشتد وتنكر. انظر : الأفعال ١ / ٢٨٦، والمثلث ٢ / ٣٠٤.
(٤) عن مجاهد قال : العرم بالحبشة، وهي المسناة التي يجتمع فيها الماء ثم ينبثق. انظر : الدر المنثور ٦ / ٦٩٠، وغريب القرآن وتفسيره لليزيدي ص ٣٠٧.
(٥) انظر : الأفعال ١ / ٢٥١. [.....]
(٦) انظر : المجمل ٣ / ٦٦٤، والمقصور والممدود للفراء ص ٢١.


الصفحة التالية
Icon