المفردات في غريب القرآن، ص : ٥٦٤
[البقرة / ٢٠٦]، وقال : تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ
[آل عمران / ٢٦]. يقال : عَزَّ عَلَيَّ كذا : صَعُبَ، قال : عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ
[التوبة / ١٢٨]، أي : صَعُبَ، وعَزَّهُ كذا : غلبه، وقيل : من عَزَّ بَزَّ «١» أي : من غلب سلب. قال تعالى : وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ
[ص / ٢٣]، أي : غلبني، وقيل : معناه : صار أَعَزَّ مني في المخاطبة والمخاصمة، وعَزَّ المطرُ الأرضَ :
غلبها، وشاة عَزُوزٌ : قَلَّ دَرُّهَا، وعَزَّ الشيءُ : قَلَّ اعتبارا بما قيل : كلّ موجود مملول، وكلّ مفقود مطلوب، وقوله : إِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ
[فصلت / ٤١]، أي : يصعب مناله ووجود مثله، والعُزَّى :
صَنَمٌ «٢». قال : أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى [النجم / ١٩]، واسْتَعَزَّ بفلان : إذا غلب بمرض أو بموت.
عزب
العَازِبُ : المتباعد في طلب الكلإ عن أهله، يقال : عَزَبَ يَعْزُبُ ويَعْزِبُ «٣». قال تعالى : وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ
[يونس / ٦١]، لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ [سبأ / ٣]. يقال : رجلٌ عَزَبٌ، وامرأةٌ عَزَبَةٌ، وعَزَبَ عنه حِلْمُهُ، وعَزَبَ طهْرُهَا : إذا غاب عنها زوجها، وقومٌ مُعَزَّبُونَ : عَزَبَتْ إبلُهُم. وروي :«من قرأ القرآن في أربعين يوما فقد عَزَبَ» «٤». أي : بَعُدَ عَهْدُهُ بالخَتْمَةِ.
عزر
التَّعْزِيرُ : النّصرة مع التّعظيم. قال تعالى :
وَتُعَزِّرُوهُ
[الفتح / ٩]، وقال عزّ وجلّ وَعَزَّرْتُمُوهُمْ
[المائدة / ١٢]، والتَّعْزِيرُ :
ضربٌ دون الحدّ، وذلك يرجع إلى الأوّل، فإنّ ذلك تأديب، والتّأديب نصرة ما لكن الأوّل نصرة بقمع ما يضرّه عنه، والثاني : نصرة بقمعه عمّا يضرّه. فمن قمعته عما يضرّه فقد نصرته. وعلى هذا الوجه قال صلّى اللّه عليه وسلم :«انصر أخاك ظالما أو مظلوما، قال : أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ فقال : كفّه عن الظّلم» «٥».
وعُزَيْرٌ في قوله : وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ [التوبة / ٣٠]، اسمُ نبيٍّ.
عزل
الاعْتِزَالُ : تجنّب الشيء عمالة كانت أو
(١) انظر : البصائر ٤ / ٦٢، واللسان (عزّ)، والأمثال ص ١١٣.
(٢) العزى صنم لقريش، بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم خالد بن الوليد بعد فتح مكة فهدمها. انظر : الدر المنثور ٧ / ٦٥٢.
(٣) انظر : الأفعال ١ / ٢١٤، والبصائر ٤ / ٦٠.
(٤) الحديث في النهاية ٣ / ٢٢٧، والفائق ٢ / ٤٢٦، وغريب الحديث لابن قتيبة ٣ / ٧٦٠.
(٥) عن أنس قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم :«انصر أخاك ظالما أو مظلوما»، قيل : يا رسول اللّه، نصرته مظلوما، فكيف أنصره ظالما؟ قال :«تمنعه من الظلم، فذلك نصرك إياه» أخرجه البخاري في المظالم ٥ / ٩٨، ومسلم في البر والصلة برقم (٢٥٨٤).