المفردات في غريب القرآن، ص : ٥٦٥
براءة، أو غيرهما، بالبدن كان ذلك أو بالقلب، يقال : عَزَلْتُهُ، واعْتَزَلْتُهُ، وتَعَزَّلْتُهُ فَاعْتَزَلَ. قال تعالى : وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ
[الكهف / ١٦]، فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ
[النساء / ٩٠]، وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
[مريم / ٤٨]، فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ
[البقرة / ٢٢٢]، وقال الشاعر :
٣١٨ -
يا بيت عاتكة الّتي أَتَعَزَّلُ
«١» وقوله : إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ
[الشعراء / ٢١٢]، أي : ممنوعون بعد أن كانوا يمكّنون، والأَعْزَلُ : الذي لا رمح معه. ومن الدوابّ : ما يميل ذنبه، ومن السحاب : ما لا مطر فيه، والسّماك الأَعْزَلُ : نجمٌ سمّي به لتصوّره بخلاف السّماك الرّامح الذي معه نجم لتصوّره بصورة رمحه.
عزم
العَزْمُ والعَزِيمَةُ : عقد القلب على إمضاء الأمر، يقال : عَزَمْتُ الأمرَ، وعَزَمْتُ عليه، واعْتَزَمْتُ. قال : فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ [آل عمران / ١٥٩]، وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ
[البقرة / ٢٣٥]، وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ
[البقرة / ٢٢٧]، إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ
[الشورى / ٤٣]، وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً
[طه / ١١٥]، أي : محافظة على ما أمر به وعَزِيمَةً على القيام. والعَزِيمَةُ : تعويذ، كأنّه تصوّر أنّك قد عقدت بها على الشّيطان أن يمضي إرادته فيك. وجمعها : العَزَائِمُ.
عزا
عِزِينَ
«٢» أي : جماعات في تفرقة، واحدتها عِزَّةٌ، وأصله من : عَزَوْتُهُ فَاعْتَزَى : أي : نسبته فانتسب، فكأنّهم الجماعة المنتسب بعضهم إلى بعض، إمّا في الولادة، أو في المصاهرة، ومنه :
الاعْتِزَاءُ في الحرب وهو أن يقول : أنا ابن فلان، وصاحب فلان. وروي :«من تَعَزَّى بِعَزَاءِ الجاهليّةِ فَأَعِضُّوهُ بهن أبيه» «٣» وقيل : عِزِينَ
من : عَزِيَ عَزَاءً فهو عَزٍ «٤» : إذا تصبّر وتَعَزَّى. أي : تصبّر وتأسّى، فكأنها اسم للجماعة التي يتأسّى بعضهم ببعض.
(١) هذا شطر بيت للأحوص، وعجزه :
حذر العدى وبه الفؤاد موكّل
وهو في ديوانه ص ١٦٦، والمجمل ٣ / ٦٦٦.
(٢) الآية : عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ سورة المعارج آية ٣٧.
(٣) الحديث عن أبي بن كعب قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول :«من تعزّى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا». أخرجه أحمد في المسند ٥ / ١٣٦، والبخاري في الأدب المفرد رقم ٩٣٦، والطبراني في الكبير ١ / ٢٧، ورجاله ثقات، وإسناده صحيح. [.....]
(٤) انظر : الأفعال ١ / ٣١٤، والمجمل ٣ / ٦٦٦.