المفردات في غريب القرآن، ص : ٥٦٧
في ذلك. فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ
[المائدة / ٥٢]، عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ [التحريم / ٥]، وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ [البقرة / ٢١٦]، فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ
[محمد / ٢٢]، هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ [البقرة / ٢٤٦]، فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً [النساء / ١٩]. والمُعْسِيَاتُ «١» من الإبل : ما انقطع لبنه فيرجى أن يعود لبنها، فيقال : عَسِيَ الشّيءُ يَعْسُو : إذا صَلُبَ، وعَسِيَ اللّيلُ يَعْسَى. أي : أَظْلَمَ. «٢».
عشر
العَشْرَةُ والعُشْرُ والعِشْرُونَ والعِشْرُ معروفةٌ.
قال تعالى : تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ
[البقرة / ١٩٦]، عِشْرُونَ صابِرُونَ
[الأنفال / ٦٥]، تِسْعَةَ عَشَرَ
[المدثر / ٣٠]، وعَشَرْتُهُمْ أَعْشِرُهُمْ : صِرْتُ عَاشِرَهُمْ، وعَشَرَهُمْ : أَخَذَ عُشْرَ مالِهِمْ، وعَشَرْتُهُمْ : صيّرتُ مالهم عَشَرَةً، وذلك أن تجعل التِّسْعَ عَشَرَةً، ومِعْشَارُ الشّيءِ : عُشْرُهُ، قال تعالى : وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ
[سبأ / ٤٥]، وناقة عُشَرَاءُ : مرّت من حملها عَشَرَةُ أشهرٍ، وجمعها عِشَارٌ. قال تعالى : وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ
[التكوير / ٤]، وجاءوا عُشَارَى :
عَشَرَةً عَشَرَةً، والعُشَارِيُّ : ما طوله عَشَرَةُ أذرع، والعِشْرُ في الإظماء، وإبل عَوَاشِرُ، وقَدَحٌ أَعْشَارٌ :
منكسرٌ، وأصله أن يكون على عَشَرَةِ أقطاعٍ، وعنه استعير قول الشاعر :
٣١٩ -
بسهميك في أَعْشَارِ قلب مقتّل
«٣» والعُشُورُ في المصاحف : علامةُ العَشْرِ الآياتِ، والتَّعْشِيرُ : نُهَاقُ الحميرِ لكونه عَشَرَةَ أصواتٍ، والعَشِيرَةُ : أهل الرجل الذين يتكثّر بهم. أي :
يصيرون له بمنزلة العدد الكامل، وذلك أنّ العَشَرَةَ هو العدد الكامل. قال تعالى :
وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ
[التوبة / ٢٤]، فصار العَشِيرَةُ اسما لكلّ جماعة من أقارب الرجل الذين يتكثّر بهم. وَعاشَرْتُهُ : صرت له كَعَشَرَةٍ في المصاهرة، وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ
[النساء / ١٩]. والعَشِيرُ : المُعَاشِرُ قريبا كان أو معارف.
عشا
العَشِيُّ من زوال الشمس إلى الصّباح. قال تعالى : إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها
[النازعات /

_
(١) المعسيات جمع المعسية، وهي الناقة التي يشك فيها أبها لبن أم لا؟ اللسان (عسا).
(٢) ويقال بالغين، غسى الليل يغسو غسوّا، وغسي يغسى. انظر : اللسان (غسى)، والمجمل ٣ / ٦٦٧.
(٣) هذا عجز بيت لامرئ القيس، وشطره :
وما ذرفت عيناك إلا لتضر بي
وهو في ديوانه ص ١١٤، وشرح المعلقات للنحاس ١ / ١٦.


الصفحة التالية
Icon