المفردات في غريب القرآن، ص : ٥٩٠
[النساء / ٢٥]، وَدُّوا ما عَنِتُّمْ
[آل عمران / ١١٨]، عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ
[التوبة / ١٢٨]، وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ «١» أي : ذلّت وخضعت، ويقال : أَعْنَتَهُ غيرُهُ. وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ
[البقرة / ٢٢٠]، ويقال للعظم المجبور إذا أصابه ألم فهاضه : قد أَعْنَتَهُ.
عند
عند : لفظ موضوع للقرب، فتارة يستعمل في المكان، وتارة في الاعتقاد، نحو أن يقال : عِنْدِي كذا، وتارة في الزّلفى والمنزلة، وعلى ذلك قوله : بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
[آل عمران / ١٦٩]، إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ
[الأعراف / ٢٠٦]، فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ
[فصلت / ٣٨]، قالَتْ : رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ [التحريم / ١١]، وعلى هذا النّحو قيل : الملائكة المقرّبون عِنْدَ اللّه، قال : وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى [الشورى / ٣٦]، وقوله : وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ [الزخرف / ٨٥]، وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ [الرعد / ٤٣]، أي : في حكمه، وقوله : فَأُولئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكاذِبُونَ [النور / ١٣]، وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ [النور / ١٥]، وقوله تعالى : إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ [الأنفال / ٣٢]، فمعناه في حكمه، والعَنِيدُ : المعجب بما عنده، والمُعَانِدُ : المباهي بما عنده. قال : كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ
[ق / ٢٤]، إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً
[المدثر / ١٦]، والْعَنُودُ قيل مثله، قال : لكن بينهما فرق، لأنّ العَنِيدَ الذي يُعَانِدُ ويخالف، والْعَنُودُ الذي يَعْنُدُ عن القصد، قال : ويقال : بعير عَنُودٌ ولا يقال عَنِيدٌ. وأما العُنَّدُ فجمعُ عَانِدٍ، وجمع الْعَنُودِ : عَنَدَةٌ، وجمعُ الْعَنِيدِ : عِنَدٌ. وقال بعضهم : العُنُودُ : هو العدول عن الطريق «٢» لكن العَنُودُ خصّ بالعادل عن الطريق المحسوس، والعَنِيدُ بالعادل عن الطريق في الحكم، وعَنَدَ عن الطريق : عدل عنه، وقيل : عَانَدَ لَازَمَ، وعَانَدَ : فارَقَ، وكلاهما من عَنَدَ لكن باعتبارين مختلفين كقولهم : البين «٣»، في الوصل والهجر باعتبارين مختلفين.
عنق
العُنُقُ : الجارحة، وجمعه أَعْنَاقٌ. قال تعالى :
وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ
[الإسراء /
(١) سورة طه : آية ١١١، وهذه الآية ليست من هذا الباب، إذا أصله من : عنيته، أي : حبسته، ومنه قيل للأسير : عان.
ويقال : عنا يعنو : إذا خضع. انظر : غريب القرآن لابن قتيبة ص ٢٨٢، والمجمل ٣ / ٦٣٠.
(٢) انظر : الجمهرة ٢ / ٢٨٣، والمجمل ٣ / ٦٣١.
(٣) قال ابن الأنباري : يكون البين الفراق، ويكون البين الوصال، فإذا كان الفراق فهو مصدر بان يبين بينا : إذا ذهب.
انظر : الأضداد ص ٧٥.