المفردات في غريب القرآن، ص : ٥٩٩
ونحفظ. وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي
[طه / ٣٩]، أي : بكلاءتي وحفظي. ومنه : عَيْنُ اللّه عليك أي : كنت في حفظ اللّه ورعايته، وقيل : جعل ذلك حفظته وجنوده الذين يحفظونه، وجمعه : أَعْيُنٌ وعُيُونٌ. قال تعالى : وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ
[هود / ٣١]، رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ
[الفرقان / ٧٤].
ويستعار الْعَيْنُ لمعان هي موجودة في الجارحة بنظرات مختلفة، واستعير للثّقب في المزادة تشبيها بها في الهيئة، وفي سيلان الماء منها فاشتقّ منها : سقاء عَيِّنٌ ومُتَعَيِّنٌ : إذا سال منها الماء، وقولهم : عَيِّنْ قربتك «١»، أي : صبّ فيها ما ينسدّ بسيلانه آثار خرزه، وقيل للمتجسّس :
عَيْنٌ تشبيها بها في نظرها، وذلك كما تسمّى المرأة فرجا، والمركوب ظهرا، فيقال : فلان يملك كذا فرجا وكذا ظهرا لمّا كان المقصود منهما العضوين، وقيل للذّهب : عَيْنٌ تشبيها بها في كونها أفضل الجواهر، كما أنّ هذه الجارحة أفضل الجوارح ومنه قيل : أَعْيَانُ القوم لأفاضلهم، وأَعْيَانُ الإخوة : لنبي أب وأمّ، قال بعضهم : الْعَيْنُ إذا استعمل في معنى ذات الشيء فيقال : كلّ ماله عَيْنٌ، فكاستعمال الرّقبة في المماليك، وتسمية النّساء بالفرج من حيث إنه هو المقصود منهنّ، ويقال لمنبع الماء : عَيْنٌ تشبيها بها لما فيها من الماء، ومن عَيْنِ الماء اشتقّ : ماء مَعِينٌ. أي : ظاهر للعيون، وعَيِّنٌ أي : سائل. قال تعالى : عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا
[الإنسان / ١٨]، وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً
[القمر / ١٢]، فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ
[الرحمن / ٥٠]، يْنانِ نَضَّاخَتانِ
[الرحمن / ٦٦]، وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ
[سبأ / ١٢]، فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
[الحجر / ٤٥]، مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ [الشعراء / ٥٧]، وجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ [الدخان / ٢٥ - ٢٦]. وعِنْتُ الرّجل : أصبت عَيْنَهُ، نحو : رأسته وفأدته، وعِنْتُهُ : أصبته بعيني نحو سفته : أصبته بسيفي، وذلك أنه يجعل تارة من الجارحة المضروبة نحو : رأسته وفأدته، وتارة من الجارحة التي هي آلة في الضّرب فيجري مجرى سفته ورمحته، وعلى نحوه في المعنيين قولهم :
يديت، فإنه يقال : إذا أصبت يده، وإذا أصبته بيدك، وتقول : عِنْتُ البئر أثرت عَيْنَ مائها، قال :
إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ
[المؤمنون / ٥٠]، فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ [الملك / ٣٠]. وقيل : الميم فيه أصليّة، وإنما هو من :
معنت «٢». وتستعار العَيْنُ للميل في الميزان ويقال لبقر الوحش : أَعْيَنُ وعَيْنَاءُ لحسن عينه، وجمعها : عِينٌ، وبها شبّه النّساء. قال تعالى :
(١) انظر : المجمل ٣ / ٦٤١، واللسان (عين).
(٢) انظر معاني القرآن للفرّاء ٢ / ٢٣٧. [.....]