المفردات في غريب القرآن، ص : ٦٠٢
زبّاء «١»، أو من غُبْرَةِ اللّبن فكلّها الدّاهية التي إذا انقضت بقي لها أثر، أو من قولهم : عرق غَبِرٌ، أي ينتفض مرّة بعد أخرى، وقد غَبِرَ العرق، والغُبَيْرَاءُ : نبت معروف، وثمر على هيئته ولونه.
غبن
الغَبْنُ : أن تبخس صاحبك في معاملة بينك وبينه بضرب من الإخفاء، فإن كان ذلك في مال يقال : غَبَنَ فلانٌ، وإن كان في رأي يقال :
غَبِنَ «٢»، وغَبِنْتُ كذا غَبَناً : إذا غفلت عنه فعددت ذلك غَبَناً، ويوم التَّغَابُنِ : يوم القيامة لظهور الغَبْنِ في المبايعة المشار إليها بقوله : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ [البقرة / ٢٠٧]، وبقوله : إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ...
الآية [التوبة / ١١١]، وبقوله : الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا [آل عمران / ٧٧]، فعلموا أنّهم غُبِنُوا فيما تركوا من المبايعة، وفيما تعاطوه من ذلك جميعا، وسئل بعضهم عن يوم التَّغَابُنِ؟ فقال : تبدوا الأشياء لهم بخلاف مقاديرهم في الدّنيا، قال بعض المفسرين : أصل الْغُبْنِ : إخفاء الشيء، والْغَبَنُ بالفتح : الموضع الذي يخفى فيه الشيء، وأنشد :
٣٣٨ -
ولم أر مثل الفتيان في غَبَنِ ال أيام ينسون ما عواقبها
«٣» وسمّي كلّ منثن من الأعضاء كأصول الفخذين والمرافق مَغَابِنَ لاستتاره، ويقال للمرأة : إنها طيّبة المَغَابِنِ.
غثا
الغُثَاءُ : غُثَاءُ السّيل والقدر، وهو ما يطفح ويتفرّق من النّبات اليابس، وزبد القدر، ويضرب به المثل فيما يضيع ويذهب غير معتدّ به، ويقال : غَثَا الوادي غَثْواً، وغَثَتْ نفسُه تَغْثِي «٤» غَثَيَاناً : خبثت.
غدر
الغَدْرُ : الإخلال بالشيء وتركه، والْغَدْرُ يقال لترك العهد، ومنه قيل : فلان غَادِرٌ، وجمعه :
غَدَرَةٌ، وغَدَّارٌ : كثير الْغَدْرِ، والْأَغْدَرُ والْغَدِيرُ :
الماء الذي يُغَادِرُهُ السّيل في مستنقع ينتهي إليه، وجمعه : غُدُرٌ وغُدْرَانٌ، واسْتَغْدَرَ الْغَدِيرُ : صار فيه الماء، والْغَدِيرَةُ : الشّعر الذي ترك حتى

_
(١) يقال : داهية دهواء، وزبّاء، وشعراء، وغبراء.
(٢) قال أبو عثمان السرقسطي : غبنه في البيع غبنا : نقصه، وغبن الثوب : كفّه، وغبن الشيء : أخفاه. وغبن رأيه غبنا :
ضعف، وغبن رأيه : ضعف. انظر : الأفعال ٢ / ٣٣.
وقال ابن منظور : الغبن بالتسكين في البيع، والغبن بالفتح في الرأي.
(٣) البيت لعدي بن زيد، وهو في الشعر والشعراء ص ١٣١، والمسائل العضديات ص ١٦٦، وديوانه ص ٤٥.
(٤) قال أبو عثمان السرقسطي : غثت النفس تغثي غثيا وغثى وغثيانا : دارت للقيء.
وقال : قال صاحب العين : وغثيت أيضا، وأنكره الأصمعي. راجع : الأفعال ٢ / ٤٢.


الصفحة التالية
Icon