المفردات في غريب القرآن، ص : ٦٠٥
بالسّيف، فقيل : فلان غَرْبُ اللّسان، وسمّي الدّلو غَرْباً لتصوّر بعدها في البئر، وأَغْرَبَ الساقي : تناول الْغَرْبَ، والْغَرْبُ : الذّهب «١» لكونه غَرِيباً فيما بين الجواهر الأرضيّة، ومنه : سهم غَرْبٌ : لا يدرى من رماه. ومنه : نظر غَرْبٌ :
ليس بقاصد، و، الْغَرَبُ : شجر لا يثمر لتباعده من الثّمرات، وعنقاء مُغْرِبٌ، وصف بذلك لأنه يقال : كان طيرا تناول جارية فَأَغْرَبَ «٢» بها. يقال عنقاء مُغْرِبٌ، وعنقاء مُغْرِبٍ بالإضافة.
والْغُرَابَانِ : نقرتان عند صلوي العجز تشبيها بِالْغُرَابِ في الهيئة، والْمُغْرِبُ : الأبيض الأشفار، كأنّما أَغْرَبَتْ عينُهُ في ذلك البياض. وَغَرابِيبُ سُودٌ
[فاطر / ٢٧]، قيل : جَمْعُ غِرْبِيبٍ، وهو المُشْبِهُ لِلْغُرَابِ في السّواد كقولك : أسود كحلك الْغُرَابِ.
غرض
الغَرَضُ الهدف المقصود بالرّمي، ثم جعل اسما لكلّ غاية يتحرّى إدراكها، وجمعه :
أَغْرَاضٌ، فَالْغَرَضُ ضربان : غَرَضٌ ناقص وهو الذي يتشوّق بعده شيء آخر كاليسار والرّئاسة ونحو ذلك مما يكون من أَغْرَاضِ الناس، وتامّ وهو الذي لا يتشوّق بعده شيء آخر كالجنّة.
غرف
الْغَرْفُ : رفع الشيء وتناوله، يقال : غَرَفْتُ الماء والمرق، والْغُرْفَةُ : ما يُغْتَرَفُ، والْغَرْفَةُ للمرّة، والْمِغْرَفَةُ : لما يتناول به. قال تعالى :
إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ
[البقرة / ٢٤٩]، ومنه استعير : غَرَفْتُ عرف الفرس : إذا جززته «٣»، وغَرَفْتُ الشّجرةَ، والْغَرَفُ : شجر معروف، وغَرَفَتِ الإبل : اشتكت من أكله «٤»، والْغُرْفَةُ : علّيّة من البناء، وسمّي منازل الجنّة غُرَفاً. قال تعالى : أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا
[الفرقان / ٧٥]، وقال : لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً
[العنكبوت / ٥٨]، وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ
[سبأ / ٣٧].
غرق
الغَرَقُ : الرّسوب في الماء وفي البلاء، وغَرِقَ فلان يَغْرَقُ غَرَقاً، وأَغْرَقَهُ. قال تعالى : حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ
[يونس / ٩٠]، وفلان غَرِقَ في نعمة فلان تشبيها بذلك. قال تعالى :
وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ
[البقرة / ٥٠]، فَأَغْرَقْناهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعاً
[الإسراء / ١٠٣]، ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ [الشعراء / ٦٦]، ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِينَ [الشعراء /
(١) في اللسان : الغرب : الذهب، وقيل : الفضة.
(٢) انظر : ثمار القلوب ص ٤٥٠، والحيوان ٧ / ١٢٠، وحياة الحيوان ٢ / ٨٧.
(٣) راجع المجمل ٣ / ٦٩٤.
(٤) قال السرقسطي : غرفت الإبل : اشتكت بطونها من أكل الغرف. انظر : الأفعال ٢ / ١٦.