المفردات في غريب القرآن، ص : ٦٠٨
في الإناء. يقال : غَضَّ وأَغَضَّ. قال تعالى :
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ
[النور / ٣٠]، وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ
[النور / ٣١]، وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ
[لقمان / ١٩]، وقول الشاعر :
٣٣٩ -
فَغُضَّ الطّرفَ إنّك من نمير
«١» فعلى سبيل التّهكّم، وغَضَضْتُ السّقاء :
نقصت ممّا فيه، والْغَضُّ : الطّريّ الذي لم يطل مكثه.
غضب
الغَضَبُ : ثوران دم القلب إرادة الانتقام، ولذلك قال عليه السلام :«اتّقوا الغَضَبَ فإنّه جمرة توقد في قلب ابن آدم، ألم تروا إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه» «٢»، وإذا وصف اللّه تعالى به فالمراد به الانتقام دون غيره : قال فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ
[البقرة / ٩٠]، وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ [آل عمران / ١١٢]، وقال :
وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي [طه / ٨١]، غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
[المجادلة / ١٤]، وقوله :
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ
[الفاتحة / ٧]، قيل :
هم اليهود «٣». والغَضْبَةُ كالصّخرة، والغَضُوبُ :
الكثير الغضب. وتوصف به الحيّة والنّاقة الضجور، وقيل : فلان غُضُبَّةٌ : سريع الغضب «٤»، وحكي أنّه يقال : غَضِبْتُ لفلان : إذا كان حيّا وغَضِبْتُ به إذا كان ميّتا «٥».
غطش
قال تعالى : أَغْطَشَ لَيْلَها
[النازعات / ٢٩]، أي : جعله مظلما، وأصله من الْأَغْطَشُ، وهو الذي في عينه شبه عمش، ومنه قيل : فلاة غَطْشَى : لا يهتدى فيها، والتَّغَاطُشُ : التّعامي عن الشيء.

_
(١) الشطر لجرير، وعجزه :
فلا كعبا بلغت ولا كلابا
وهو من قصيدة يهجو بها الراعي، ومطلعها :
أقلّي اللوم عاذل والعتابا وقولي إن أصبت لقد أصابا
وهو في ديوانه ص ٦١.
(٢) الحديث عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال :«ألا وإنّ الغضب جمرة في قلب ابن آدم، أما رأيتم إلى حمرة عينيه، وانتفاخ أوداجه، فمن أحسّ بشيء من ذلك فليلصق بالأرض».
أخرجه الترمذي من حديث طويل، وقال : حسن صحيح (انظر : كتاب الفتن في عارضة الأحوذي ٩ / ٤٣)، وتخريج أحاديث الإحياء ٤ / ١٨٠٢، ومسند أحمد ٣ / ١٩، وعبد الرزاق في المصنف ١١ / ٣٤٧.
(٣) أخرجه أحمد والترمذي وحسّنه وابن حبّان في صحيحه عن عدي بن حاتم قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم :«إنّ المغضوب عليهم اليهود، وإنّ الضالين النصارى». مسند أحمد ٤ / ٣٧٨، وعارضة الأحوذي ١١ / ٧٥، وانظر : الدر المنثور ١ / ٤٢.
(٤) قال ابن دريد : ورجل غضبّة : إذا كان كثير الغضب.
(٥) انظر : الجمهرة ١ / ٣٠٣.


الصفحة التالية
Icon