المفردات في غريب القرآن، ص : ٦١٢
فَغُلِبُوا هُنالِكَ
[الأعراف / ١١٩]، أَفَهُمُ الْغالِبُونَ
[الأنبياء / ٤٤]، سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ
[آل عمران / ١٢]، ثُمَّ يُغْلَبُونَ
[الأنفال / ٣٦]، وغَلَبَ عليه كذا أي : استولى.
غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا
[المؤمنون / ١٠٦]، قيل : وأصل غَلَبَتْ أن تناول وتصيب غَلَبَ رقبته، والْأَغْلَبُ : الغليظ الرّقبة، يقال : رجل أَغْلَبُ، وامرأة غَلْبَاءُ، وهضبة غَلْبَاءُ، كقولك : هضبة عنقاء ورقباء، أي : عظيمة العنق والرّقبة، والجمع : غُلْبٌ، قال وَحَدائِقَ غُلْباً
[عبس / ٣٠].
غلظ
الغِلْظَةُ ضدّ الرّقّة، ويقال : غِلْظَةٌ وغُلْظَةٌ، وأصله أن يستعمل في الأجسام لكن قد يستعار للمعاني كالكبير والكثير «١». قال تعالى :
وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً
[التوبة / ١٢٣]، أي :
خشونة. وقال : ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ
[لقمان / ٢٤]، مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ
[هود / ٥٨]، وجاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ
[التوبة / ٧٣]، واسْتَغْلَظَ : تهيّأ لذلك، وقد يقال إذا غَلُظَ. قال : فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ
[الفتح / ٢٩].
غلف
قوله تعالى : قُلُوبُنا غُلْفٌ
[البقرة / ٨٨]، قيل : هو جمع أَغْلَفَ، كقولهم : سيف أَغْلَفُ.
أي : هو في غِلَافٍ، ويكون ذلك كقوله :
وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ [فصلت / ٥]، فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا [ق / ٢٢]. وقيل : معناه قلوبنا أوعية للعلم «٢». وقيل : معناه قلوبنا مغطّاة، وغلام أَغْلَفُ كناية عن الأقلف، والغُلْفَةُ كالقلفة، وغَلَّفْتُ السّيفَ، والقارورة، والرّحل، والسّرج :
جعلت لها غِلَافاً، وغَلَّفْتُ لحيته بالحنّاء، وتَغَلَّفَ نحو تخضّب، وقيل : قُلُوبُنا غُلْفٌ
[البقرة / ٨٨]، هي جمع غِلَافٍ، والأصل : غُلُفٌ بضمّ اللام، وقد قرئ به «٣»، نحو : كتب، أي : هي أوعية للعلم تنبيها أنّا لا نحتاج أن نتعلّم منك، فلنا غنية بما عندنا.
غلق
الْغَلَقُ والْمِغْلَاقُ : ما يُغْلَقُ به، وقيل : ما يفتح به لكن إذا اعتبر بِالْإِغْلَاقِ يقال له : مِغْلَقٌ ومِغْلَاقٌ، وإذا اعتبر بالفتح يقال له : مفتح ومفتاح، وأَغْلَقْتُ الباب، وغَلَّقْتُهُ على التّكثير، وذلك إذا أَغْلَقْتَ أبوابا كثيرة، أو أَغْلَقْتَ بابا واحدا مرارا، أو أحكمت إِغْلَاقَ باب، وعلى

_
(١) انظر : مادة (كبر).
(٢) انظر : الدر المنثور ١ / ٢١٤، وتفسير المشكل لمكي ص ٣١، ومعاني القرآن للزجاج ١ / ١٦٩.
(٣) وهي قراءة شاذة قرأ بها ابن عباس والأعرج وابن محيصن. انظر : البحر ١ / ٣٠١.


الصفحة التالية
Icon