المفردات في غريب القرآن، ص : ٦٢٥
وخذ ميسوره ودع معسوره، فتقديره بأيّكم الفتون، وقال غيره : أيّكم المفتون «١»، والباء زائدة كقوله : كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً [الفتح / ٢٨]، وقوله : وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ [المائدة / ٤٩]، فقد عدّي ذلك ب (عن) تعدية خدعوك لمّا أشار بمعناه إليه.
فتى
الفَتَى الطّريُّ من الشّباب، والأنثى فَتَاةٌ، والمصدر فَتَاءٌ، ويكنّى بهما عن العبد والأمة.
قال تعالى : تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ [يوسف / ٣٠]. والفَتِيُّ من الإبل كالفتى من الناس، وجمع الفتى فِتْيَةٌ وفِتْيَانٌ، وجمع الفتاة فَتَيَاتٌ، وذلك قوله : مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ [النساء / ٢٥]، أي : إمائكم، وقال : وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ [النور / ٣٣]، أي :
إماءكم. وَقالَ لِفِتْيانِهِ [يوسف / ٦٢]، أي :
لمملوكيه وقال : إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ [الكهف / ١٠]، إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ [الكهف / ١٣]. والفُتْيَا والفَتْوَى : الجواب عمّا يشكل من الأحكام، ويقال : اسْتَفْتَيْتُهُ فَأَفْتَانِي بكذا. قال : وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ [النساء / ١٢٧]، فَاسْتَفْتِهِمْ [الصافات / ١١]، أَفْتُونِي فِي أَمْرِي [النمل / ٣٢].
فتى ء
يقال : ما فَتِئْتُ أفعل كذا، وما فَتَأْتُ «٢»، كقولك : ما زلت. قال تعالى : تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ
[يوسف / ٨٥].
فجج
الفَجُّ : شُقَّةٌ يكتنفها جبلان، ويستعمل في الطّريق الواسع، وجمعه فِجَاجٌ. قال : مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ
[الحج / ٢٧]، فِيها فِجاجاً سُبُلًا
[الأنبياء / ٣١]. والفَجَجُ : تباعد الرّكبتين، وهو أَفَجُّ بيّن الفجج، ومنه : حافر مُفَجَّجٌ، وجرح فَجٌّ : لم ينضج.
فجر
الْفَجْرُ : شقّ الشيء شقّا واسعا كَفَجَرَ الإنسان السّكرَ «٣»، يقال : فَجَرْتُهُ فَانْفَجَرَ وفَجَّرْتُهُ فَتَفَجَّرَ. قال تعالى : وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً [القمر / ١٢]، وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً [الكهف / ٣٣]، فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ
[الإسراء / ٩١]، تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً
[الإسراء / ٩٠]، وقرئ
(١) هذا الذي نسبه المصنف لغير الأخفش قد قاله الأخفش في معاني القرآن ٢ / ٥٠٥، والقول الأول الذي نسبه [استدراك ] للأخفش هو قول الفراء، فقد قال الفراء : المفتون هاهنا بمعنى الجنون، وهو في مذهب الفتون، كما قالوا : ليس له معقول رأي. انظر : معاني القرآن ٣ / ١٧٣.
(٢) قال أبو زيد : ما فتأت أذكره، وما فتئت أذكره. وزاد الفراء : فتؤت أفتؤ. انظر : الهمز لأبي زيد ص ٢٣، والعباب :
(فتأ).
(٣) سكر النهر : ما يسدّ به.