المفردات في غريب القرآن، ص : ٦٢٦
تفجر «١». وقال : فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً [البقرة / ٦٠]، ومنه قيل للصّبح : فَجْرٌ، لكونه فجر الليل. قال تعالى : وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ [الفجر / ١ - ٢]، إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً [الإسراء / ٧٨]، وقيل : الفَجْرُ فجران : الكاذب، وهو كذَنَبِ السَّرْحان، والصّادق، وبه يتعلّق حكم الصّوم والصّلاة، قال : حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ [البقرة / ١٨٧]. والفُجُورُ : شقّ ستر الدّيانة، يقال : فَجَرَ فُجُوراً فهو فَاجِرٌ، وجمعه :
فُجَّارٌ وفَجَرَةٌ. قال : كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ [المطففين / ٧]، وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ [الانفطار / ١٤]، أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ [عبس / ٤٢]، وقوله : بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ [القيامة / ٥]، أي : يريد الحياة ليتعاطى الفجور فيها. وقيل : معناه ليذنب فيها. وقيل : معناه يذنب ويقول غدا أتوب، ثم لا يفعل فيكون ذلك فجورا لبذله عهدا لا يفي به.
وسمّي الكاذب فاجرا لكون الكذب بعض الفجور. وقولهم :(و نخلع ونترك من يَفْجُرُكَ) «٢» أي : من يكذبك. وقيل : من يتباعد عنك، وأيّام الفِجَارِ : وقائع اشتدّت بين العرب.
فجا
قال تعالى : وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ
[الكهف / ١٧]، أي : ساحة واسعة، ومنه : قوس فِجَاءٌ وفَجْوَاءٌ : بان وتراها عن كبدها، ورجل أَفْجَى بيّن الفجا، أي : متباعد ما بين العرقوبين.
فحش
الفُحْشُ والفَحْشَاءُ والفَاحِشَةُ : ما عظم قبحه من الأفعال والأقوال، وقال : إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ [الأعراف / ٢٨]، وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل / ٩٠]، مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ [الأحزاب / ٣٠]، إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ [النور / ١٩]، إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ
[الأعراف / ٣٣]، إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ [النساء / ١٩]، كناية عن الزّنا، وكذلك قوله : وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ [النساء / ١٥]، وفَحُشَ فلان : صار فاحشا. ومنه قول الشاعر :
٣٤٨ -
عقيلة مال الفاحش المتشدّد
«٣»

_
(١) وهي قراءة نافع وابن كثير وابن عامر وأبي عمرو بن العلاء وأبي جعفر. انظر : الإتحاف ص ٢٨٦.
(٢) هذا من دعاء القنوت في الوتر، وهذا الدعاء مما رفع رسمه من القرآن، ولم يرفع من القلوب حفظه. انظر : النهاية لابن الأثير ٣ / ٤١٤، والإتقان ٢ / ٣٤، والفائق ٣ / ٩٠، ومصنف ابن أبي شيبة ٣ / ١٠٦.
(٣) عجز بيت لطرفة، وصدره :
أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي
وهو في ديوانه ص ٣٤. [.....]


الصفحة التالية
Icon