المفردات في غريب القرآن، ص : ٦٢٧
يعني به : العظيم القبح في البخل، والْمُتَفَحِّشُ : الذي يأتي بالفحش.
فخر
الفَخْرُ : المباهاة في الأشياء الخارجة عن الإنسان كالمال والجاه، ويقال : له الفَخَرُ، ورجل فَاخِرٌ، وفُخُورٌ، وفَخِيرٌ، على التّكثير. قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ [لقمان / ١٨]، ويقال : فَخَرْتُ فلانا على صاحبه أَفْخَرُهُ فَخْراً : حكمت له بفضل عليه، ويعبّر عن كلّ نفيس بِالْفَاخِرِ. يقال : ثوب فَاخِرٌ، وناقة فَخُورٌ : عظيمة الضّرع، كثيرة الدّر، والفَخَّارُ :
الجرار، وذلك لصوته إذا نقر كأنما تصوّر بصورة من يكثر التَّفَاخُرَ. قال تعالى : مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ [الرحمن / ١٤].
فدى
الفِدَى والفِدَاءُ : حفظ الإنسان عن النّائبة بما يبذله عنه، قال تعالى : فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً
[محمد / ٤]، يقال : فَدَيْتُهُ بمال، وفديته بنفسي، وفَادَيْتُهُ بكذا، قال تعالى : إِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ
[البقرة / ٨٥]، وتَفَادَى فلان من فلان، أي : تحامى من شيء بذله. وقال :
وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ [الصافات / ١٠٧]، وافْتَدى : إذا بذل ذلك عن نفسه، قال تعالى :
فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ
[البقرة / ٢٢٩]، وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ [البقرة / ٨٥]، والمُفَادَاةُ : هو أن يردّ أسر العدى ويسترجع منهم من في أيديهم، قال : وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ [الرعد / ١٨]، لَافْتَدَتْ بِهِ [يونس / ٥٤]، ولِيَفْتَدُوا بِهِ [المائدة / ٣٦]، وَلَوِ افْتَدى بِهِ [آل عمران / ٩١]، لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ [المعارج / ١١]، وما يقي به الإنسان نفسه من مال يبذله في عبادة قصّر فيها يقال له : فِدْيَةٌ، ككفّارة اليمين، وكفّارة الصّوم.
نحو قوله : فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ
[البقرة / ١٩٦]، فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ [البقرة / ١٨٤].
فر
أصل الفَرِّ : الكشف عن سنّ الدّابّة. يقال :
فَرَرْتُ فِرَاراً، ومنه : فَرَّ الدّهرُ جذعا «١»، ومنه :
الِافْتِرَارُ، وهو ظهور السّنّ من الضّحك، وفَرَّ عن الحرب فِرَاراً. قال تعالى : فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ [الشعراء / ٢١]، وقال : فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ [المدثر / ٥١]، فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلَّا فِراراً [نوح / ٦]، لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ [الأحزاب / ١٦]، فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ
[الذاريات / ٥٠]، وأَفْرَرْتُهُ : جعلته فَارّاً، ورجل
(١) هذا مثل يقال إذا رجع عوده على بدئه. والجذع : قبل الثني بستة أشهر. أي : إن الدهر لا يهرم. انظر : الجمهرة ١ / ٨٦، ومجمع الأمثال ٢ / ٧٣.