المفردات في غريب القرآن، ص : ٦٣٠
للفراش» «١» وفلان كريم المَفَارِشِ «٢»، أي :
النّساء. وأَفْرَشَ الرّجل صاحبه، أي : اغتابه وأساء القول فيه، وأَفْرَشَ عنه : أقلع، والفَرَاشُ :
طير معروف، قال : كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ [القارعة / ٤]، وبه شبّه فَرَاشَةُ القفل، والْفَرَاشَةُ :
الماء القليل في الإناء.
فرض
الفَرْضُ : قطع الشيء الصّلب والتأثير فيه، كفرض الحديد، وفرض الزّند والقوس، والمِفْرَاضُ والمِفْرَضُ : ما يقطع به الحديد، وفُرْضَةُ الماء : مقسمه. قال تعالى : لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً
[النساء / ١١٨]، أي : معلوما، وقيل : مقطوعا عنهم، والفَرْضُ كالإيجاب لكن الإيجاب يقال اعتبارا بوقوعه وثباته، والفرض بقطع الحكم فيه «٣». قال تعالى : سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها
[النور / ١]، أي : أوجبنا العمل بها عليك، وقال : إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ
[القصص / ٨٥]، أي : أوجب عليك العمل به، ومنه يقال لما ألزم الحاكم من النّفقة : فَرْضٌ. وكلّ موضع ورد (فرض اللّه عليه) ففي الإيجاب الذي أدخله اللّه فيه، وما ورد من :(فرض اللّه له) فهو في أن لا يحظره على نفسه. نحو. ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ [الأحزاب / ٣٨]، وقوله : قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ [التحريم / ٢]، وقوله : وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً
[البقرة / ٢٣٧]، أي : سمّيتم لهنّ مهرا، وأوجبتم على أنفسكم بذلك، وعلى هذا يقال : فَرَضَ له في العطاء، وبهذا النّظر ومن هذا الغرض قيل للعطية : فَرْضٌ، وللدّين :
فَرْضٌ، وفَرَائِضُ اللّه تعالى : ما فرض لأربابها، ورجل فَارِضٌ وفَرْضِيٌّ : بصير بحكم الفرائض.
قال تعالى : فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَ
إلى قوله : فِي الْحَجِّ «٤» أي : من عيّن على نفسه إقامة الحجّ «٥»، وإضافة فرض الحجّ إلى الإنسان دلالة أنه هو معيّن الوقت، ويقال لما أخذ

_
(١) قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم :«الولد للفراش، وللعاهر الحجر». جزء من حديث أخرجه البخاري في الأحكام ١٣ / ١٥٢.
ومسلم في الرضاع (١٤٥٧).
(٢) انظر : الجمهرة ٢ / ٣٤٥، والمجمل ٣ / ٧١٥.
(٣) الفرض والواجب مترادفان، وقالت الحنفية : الفرض : ما ثبت بقطعي، والواجب بظنّي.
قال أبو زيد الدبوسي : الفرض : التقدير، والوجوب : السقوط، فخصصنا اسم الفرض بما عرف وجوبه بدليل قاطع، لأنه الذي يعلم من حاله أنّ اللّه قدّره علينا، والذي عرف وجوبه بدليل ظني نسميه بالواجب، لأنه ساقط علينا. انظر : الإبهاج في شرح المنهاج ١ / ٥٥.
(٤) الآية : فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ سورة البقرة : آية ١٩٧.
(٥) انظر : تذكرة الأريب في تفسير الغريب ١ / ٧١.


الصفحة التالية
Icon