المفردات في غريب القرآن، ص : ٦٤٣
فَقَهاً، وفَقِهَهُ أي : فهمه، وتَفَقَّهَ : إذا طلبه فتخصّص به. قال تعالى : لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ
[التوبة / ١٢٢].
فكك
الفَكَكُ : التّفريج، وفَكُّ الرّهن : تخليصه، وفَكُّ الرّقبة : عتقها. وقوله : فَكُّ رَقَبَةٍ
[البلد / ١٣]، قيل : هو عتق المملوك «١»، وقيل : بل هو عتق الإنسان نفسه من عذاب اللّه بالكلم الطيّب والعمل الصّالح، وفكّ غيره بما يفيده من ذلك، والثاني يحصل للإنسان بعد حصول الأوّل، فإنّ من لم يهتد فليس في قوّته أن يهدي كما بيّنت في (مكارم الشّريعة) «٢»، والفَكَكُ : انفراج المنكب عن مفصله ضعفا، والْفَكَّانِ : ملتقى الشّدقين. وقوله : لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ
[البينة / ١]، أي : لم يكونوا متفرّقين بل كانوا كلّهم على الضّلال، كقوله : كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً... الآية [البقرة / ٢١٣]، و(ما انْفَكَّ) يفعل كذا، نحو : ما زال يفعل كذا.
فكر
الْفِكْرَةُ : قوّة مطرقة للعلم إلى المعلوم، والتَّفَكُّرُ : جولان تلك القوّة بحسب نظر العقل، وذلك للإنسان دون الحيوان، ولا يقال إلا فيما يمكن أن يحصل له صورة في القلب، ولهذا روي :«تَفَكَّرُوا في آلاء اللّه ولا تَفَكَّرُوا في اللّه» «٣» إذ كان اللّه منزّها أن يوصف بصورة. قال تعالى :
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ
[الروم / ٨]، أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ [الأعراف / ١٨٤]، إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الرعد / ٣]، يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ [البقرة / ٢١٩ - ٢٢٠]. ورجل فَكِيرٌ : كثير الْفِكْرَةُ، قال بعض الأدباء : الْفِكْرُ مقلوب عن الفرك لكن يستعمل الفكر في المعاني، وهو فرك الأمور وبحثها طلبا للوصول إلى حقيقتها.
فكه
الفَاكِهَةُ قيل : هي الثّمار كلها، وقيل : بل هي الثّمار ما عدا العنب والرّمّان «٤». وقائل هذا كأنه نظر إلى اختصاصهما بالذّكر، وعطفهما على الفاكهة. قال تعالى : وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ
[الواقعة / ٢٠]، وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ [الواقعة /

_
(١) وهو مرويّ عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم. انظر : الدر المنثور ٨ / ٥٢٤.
(٢) راجع الذريعة ص ٢٦، باب : السياسة التي يستحق بها خلافة اللّه تعالى. [.....]
(٣) الحديث تقدّم في مادة (أله).
(٤) وهذا قول أبي حنيفة، وقد قال : إذا حلف لا يأكل الفاكهة فأكل رمانا أو رطبا لم يحنث، واستدلّ بقوله تعالى :
فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ، وخالفه صاحباه. انظر : روح المعاني ٢٧ / ١٢٢.


الصفحة التالية
Icon