المفردات في غريب القرآن، ص : ٦٤٤
٣٢]، وَفاكِهَةً وَأَبًّا [عبس / ٣١]، فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ
[الصافات / ٤٢]، وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ [المرسلات / ٤٢]، والفُكَاهَةُ :
حديث ذوي الأنس، وقوله : فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ
«١» قيل : تتعاطون الفُكَاهَةَ، وقيل :
تتناولون الْفَاكِهَةَ. وكذلك قوله : فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ
[الطور / ١٨].
فلح
الفَلْحُ : الشّقّ، وقيل : الحديد بالحديد يُفْلَحُ «٢»، أي : يشقّ. والفَلَّاحُ : الأكّار لذلك، والفَلَاحُ : الظَّفَرُ وإدراك بغية، وذلك ضربان :
دنيويّ وأخرويّ، فالدّنيويّ : الظّفر بالسّعادات التي تطيب بها حياة الدّنيا، وهو البقاء والغنى والعزّ، وإيّاه قصد الشاعر بقوله :
٣٥٦ -
أَفْلِحْ بما شئت فقد يدرك بال ضعف وقد يخدّع الأريب «٣»
وفَلَاحٌ أخرويّ، وذلك أربعة أشياء : بقاء بلا فناء، وغنى بلا فقر، وعزّ بلا ذلّ، وعلم بلا جهل. ولذلك قيل :«لا عيش إلّا عيش الآخرة» «٤» وقال تعالى :
وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ [العنكبوت / ٦٤]، أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
[المجادلة / ٢٢]، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى
[الأعلى / ١٤]، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها [الشمس / ٩]، قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ [المؤمنون / ١]، لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [البقرة / ١٨٩]، إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ [المؤمنون / ١١٧]، فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر / ٩]، وقوله : وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى [طه / ٦٤]، فيصحّ أنهم قصدوا به الفلاح الدّنيويّ، وهو الأقرب، وسمّي السّحور الفَلَاحَ، ويقال : إنه سمّي بذلك لقولهم عنده : حيّ على الفلاح، وقولهم في الأذان :(حي على الفَلَاحِ) أي : على الظّفر الذي جعله اللّه لنا بالصلاة، وعلى هذا قوله (حتّى خفنا أن يفوتنا الفلاح) «٥»، أي : الظّفر الذي جعل لنا بصلاة العتمة.
(١) سورة الواقعة : آية ٦٥. والقول الأصلح في الآية أنها بمعنى تتندمون أو تعجبون، لأنّ أوّل الآية : لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ.
(٢) انظر : المجمل ٣ / ٧٠٥، واللسان (فلح)، والأمثال ص ٩٦.
(٣) البيت لعبيد بن الأبرص، من قصيدة له مطلعها :
أقفر من أهله ملحوب فالقطبيّات فالذّنوب
وهو في ديوانه ص ٢٦، وتفسير القرطبي ١ / ١٨٢.
(٤) الحديث عن أنس بن مالك قال : قالت الأنصار يوم الخندق :
نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا
فأجابهم النبي صلّى اللّه عليه وسلم : لا عيش إلا عيش الآخرة، فأكرم الأنصار والمهاجرة». أخرجه البخاري في فضائل الصحابة ٧ / ٩٠، ومسلم برقم ١٨٠٥، وأحمد ٣ / ١٧٠.
(٥) شطر من حديث وفيه :«فجمع نساءه وأهله واجتمع الناس، قال : فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح. قيل : وما الفلاح؟ قال : السحور. قال : ثم لم يقم بنا شيئا من بقية الشهر».
أخرجه أبو داود برقم (١٣٧٥)، وابن ماجة ١ / ٤٢٠، والنسائي ٣ / ٨٣ : باب من صلّى مع الإمام حتى ينصرف، وأحمد ٥ / ١٦٠.