المفردات في غريب القرآن، ص : ٦٥٥
زمامها، وقد قَابَلْتُهَا : جعلت لها قِبالا، والقَبَلُ :
الفحج «١»، والقُبْلَةُ : خرزة يزعم السّاحر أنه يُقْبِلُ بالإنسان على وجه الآخر، ومنه : القُبْلَةُ، وجمعها قُبَلٌ، وقَبَّلْتُهُ تَقْبِيلًا.
قتر
القَتْرُ : تقليل النّفقة، وهو بإزاء الإسراف، وكلاهما مذمومان، قال تعالى : وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً
[الفرقان / ٦٧]. ورجل قَتُورٌ ومُقْتِرٌ، وقوله : وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً
[الإسراء / ١٠٠]، تنبيه على ما جبل عليه الإنسان من البخل، كقوله : وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ [النساء / ١٢٨]، وقد قَتَرْتُ الشيء وأَقْتَرْتُهُ وقَتَّرْتُهُ، أي : قلّلته. ومُقْتِرٌ : فقير، قال : وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ
[البقرة / ٢٣٦]، وأصل ذلك من القُتَارِ والْقَتَرِ، وهو الدّخان الساطع من الشِّواء والعود ونحوهما، فكأنّ الْمُقْتِرَ والْمُقَتِّرَ يتناول من الشيء قُتاره، وقوله : تَرْهَقُها قَتَرَةٌ
[عبس / ٤١]، نحو : غَبَرَةٌ «٢» وذلك شبه دخان يغشى الوجه من الكذب. والقُتْرَةُ : ناموس الصائد الحافظ لقُتار الإنسان، أي : الريح، لأنّ الصائد يجتهد أن يخفي ريحه عن الصّيد لئلّا يندّ، ورجل قَاتِرٌ : ضعيف كأنّه قَتَرَ في الخفّة كقوله : هو هباء، وابن قِتْرَةَ : حيّة صغيرة خفيفة، والقَتِيرُ : رؤوس مسامير الدّرع.
قتل
أصل القَتْلِ : إزالة الروح عن الجسد كالموت، لكن إذا اعتبر بفعل المتولّي لذلك يقال : قَتْلٌ، وإذا اعتبر بفوت الحياة يقال : موت.
قال تعالى : أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ
[آل عمران / ١٤٤]، وقوله : فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ
[الأنفال / ١٧]، قُتِلَ الْإِنْسانُ
[عبس / ١٧]، وقيل قوله : قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ [الذاريات / ١٠]، لفظ قتل دعاء عليهم، وهو من اللّه تعالى : إيجاد ذلك، وقوله : فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ
[البقرة / ٥٤]، قيل معناه : ليقتل بعضكم بعضا. وقيل : عني بقتل النّفس إماطة الشهوات، وعنه استعير على سبيل المبالغة :
قَتَلْتُ الخمرَ بالماء : إذا مزجته، وقَتَلْتُ فلانا، وقَتَّلْتُهُ إذا : ذلّلته، قال الشاعر :
٣٦٢ -
كأنّ عينيّ في غربي مُقَتّلَةٍ
«٣» وقَتَلْتُ كذا عِلْماً قال تعالى : وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً
[النساء / ١٥٧]، أي : ما علموا كونه مصلوبا علما يقينا «٤». والمُقاتَلَةُ : المحاربة وتحرّي
(١) وهو تباعد ما بين الرجلين. انظر المجمل ٣ / ٧٤٢.
(٢) الآية : وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ سورة عبس : آية ٤٠. [.....]
(٣) الشطر لزهير، وعجزه :
من النواضح تسقي جنّة سحقا
(٤) انظر المدخل لعلم التفسير ص ٢١٤.
من قصيدة يمدح بها هرم بن سنان، مطلعها :
إنّ الخليط أجدّ البين فانفرقا وعلّق القلب من أسماء ما علقا
وهو في ديوانه ص ٤٠، واللسان (قتل).