المفردات في غريب القرآن، ص : ٦٦٠
المعنى اشتقّ الْأَقْدَرُ، أي : القصيرُ العنق. وفرس أَقْدَرُ : يضع حافر رجله موضع حافر يده، وقوله :
وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ
[الأنعام / ٩١]، أي : ما عرفوا كنهه تنبيها أنه كيف يمكنهم أن يدركوا كنهه، وهذا وصفه، وهو قوله :
وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ [الزمر / ٦٧]، وقوله : أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ
[سبأ / ١١]، أي : أحكمه، وقوله :
فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ
[الزخرف / ٤٢]، ومِقْدَارُ الشيء : للشيء المقدّر له، وبه، وقتا كان أو زمانا أو غيرهما، قال : فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ [المعارج / ٤]، وقوله :
لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ [الحديد / ٢٩]، فالكلام فيه مختصّ بالتّأويل. والقِدْرُ : اسم لما يطبخ فيه اللّحم، قال تعالى : وَقُدُورٍ راسِياتٍ
[سبأ / ١٣]، وقَدَرْتُ اللّحم : طبخته في الْقِدْرِ، والْقَدِيرُ : المطبوخ فيها، والْقُدَارُ : الذي ينحر ويُقْدَرُ، قال الشاعر :
٣٦٤ -
ضرب القدار نقيعة القدّام
«١»
قدس
التَّقْدِيسُ : التّطهير الإلهيّ المذكور في قوله : وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب / ٣٣]، دون التّطهير الذي هو إزالة النّجاسة المحسوسة، وقوله : وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ
[البقرة / ٣٠]، أي : نطهّر الأشياء ارتساما لك. وقيل : نُقَدِّسُكَ، أي : نَصِفُكَ بالتّقديس.
وقوله : قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ
[النحل / ١٠٢]، يعني به جبريل من حيث إنه ينزل بِالْقُدْسِ من اللّه، أي : بما يطهّر به نفوسنا من القرآن والحكمة والفيض الإلهيّ، والبيتُ المُقَدَّسُ هو المطهّر من النّجاسة، أي : الشّرك، وكذلك الأرض الْمُقَدَّسَةُ. قال تعالى : يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ [المائدة / ٢١]، وحظيرة القُدْسِ. قيل : الجنّة.
وقيل : الشّريعة. وكلاهما صحيح، فالشّريعة حظيرة منها يستفاد القُدْسُ، أي : الطّهارة.
قدم
القَدَمُ : قَدَمُ الرّجل، وجمعه أَقْدَامٌ، قال تعالى : وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ [الأنفال / ١١]، وبه اعتبر التّقدم والتّأخّر، والتَّقَدُّمُ على أربعة أوجه كما ذكرنا في (قبل) «٢»، ويقال : حديث وقَدِيمٌ، وذلك إمّا باعتبار الزّمانين، وإمّا بالشّرف. نحو : فلان مُتَقَدِّمٌ على فلان، أي :
(١) هذا عجز بيت، وشطره :
إنّا لنضرب بالسيوف رؤوسهم
وهو لمهلهل. والبيت في الجمهرة ٢ / ٢٥٣، والمجمل ٣ / ٧٤٥، واللسان (قدر)، وشرح الحماسة ٣ / ٣٦.
(٢) راجع : مادة (قبل).