المفردات في غريب القرآن، ص : ٦٧٦
الكيل «١»، وهذا كما قال أبو عبيدة لعمر رضي اللّه عنهما لما أراد الفرار من الطّاعون بالشام :
أتفرّ من القضاء؟ قال : أفرّ من قضاء اللّه إلى قدر اللّه «٢»، تنبيها أنّ القدر ما لم يكن قضاء فمرجوّ أن يدفعه اللّه، فإذا قضى فلا مدفع له ويشهد لذلك قوله : وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا
[مريم / ٢١] وقوله : كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا [مريم / ٧١]، وَقُضِيَ الْأَمْرُ [البقرة / ٢١٠] أي :
فصل تنبيها أنه صار بحيث لا يمكن تلافيه.
وقوله : إِذا قَضى أَمْراً [آل عمران / ٤٧].
وكلّ قول مقطوع به من قولك : هو كذا أو ليس بكذا يقال له : قَضِيَّةٌ، ومن هذا يقال : قضيّة صادقة، وقضيّة كاذبة «٣»، وإيّاها عنى من قال :
التّجربة خطر والقَضَاءُ عسر، أي : الحكم بالشيء أنه كذا وليس بكذا أمر صعب، وقال عليه الصلاة والسلام :«عليّ أَقْضَاكُمْ» «٤».
قط
قال تعالى : وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ
[ص / ١٦] الْقِطُّ : الصّحيفة، وهو اسم للمكتوب والمكتوب فيه، ثم قد يسمّى المكتوب بذلك كما يسمّى الكلام كتابا وإن لم يكن مكتوبا، وأصل الْقِطِّ : الشيء المقطوع عرضا، كما أنّ القدّ هو المقطوع طولا، والْقِطُّ :
النّصيب المفروز كأنّه قُطَّ، أي : أفرز، وقد فسّر ابن عباس رضي اللّه عنه الآية به «٥»، وقَطَّ السّعر أي : علا، وما رأيته قَطْ، عبارة عن مدّة الزمان المقطوع به.
وقَطْنِي : حسبي.
_
(١) انظر : إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ٩ / ٤٣ نقلا عن المفردات.
وقال بعضهم : القضاء : الحكم بالكليات على سبيل الإجمال في الأزل، والقدر : الحكم بوقوع الجزئيات التي لتلك الكليات على سبيل التفصيل. انظر : فتح الباري، كتاب الدعوات : التعوذ من جهد البلاء ١١ / ١٤٩.
(٢) انظر : بصائر ذوي التمييز ٤ / ٢٧٨، وهذا شطر من حديث طويل أخرجه البخاري في الطاعون، وفيه :(فنادى عمر في الناس : إني مصبح على ظهر، فأصبحوا عليه، فقال أبو عبيدة : أفرارا من قدر اللّه؟ فقال عمر : لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم نفرّ من قدر اللّه إلى قدر اللّه...) الحديث في فتح الباري ١٠ / ١٧٩. [.....]
(٣) هذا اصطلاح أهل المنطق، وعند أهل البلاغة تسمى خبرا. قال الأخضري :
ما احتمل الصدق لذاته جرى بينهم قضية وخبرا
(٤) الحديث عن عمر قال : قال النبي صلّى اللّه عليه وسلم :«إنّ أرأف أمتي بها أبو بكر، وإنّ أصلبها في أمر اللّه لعمر، وإنّ أشدّها حياء لعثمان، وإنّ أقرأها لأبيّ، وإنّ أفرضها لزيد، وإنّ أقضاها لعليّ» أخرجه ابن عدي في الضعفاء ٦ / ٢٠٩٧، وعزاه صاحب كشف الخفاء لأحمد، وليس عنده :«أقضاهم علي» وانظر : كشف الخفاء ١ / ١٠٨.
(٥) أخرج الطستي عن ابن عباس أنّ نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله تعالى : عَجِّلْ لَنا قِطَّنا؟ قال : القطّ :
الجزاء، قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت الأعشى وهو يقول :
ولا الملك النعمان يوم لقيته بأمته يعطي القطوط ويأفق
انظر : الدر المنثور ٧ / ١٤٧.
(١) انظر : إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ٩ / ٤٣ نقلا عن المفردات.
وقال بعضهم : القضاء : الحكم بالكليات على سبيل الإجمال في الأزل، والقدر : الحكم بوقوع الجزئيات التي لتلك الكليات على سبيل التفصيل. انظر : فتح الباري، كتاب الدعوات : التعوذ من جهد البلاء ١١ / ١٤٩.
(٢) انظر : بصائر ذوي التمييز ٤ / ٢٧٨، وهذا شطر من حديث طويل أخرجه البخاري في الطاعون، وفيه :(فنادى عمر في الناس : إني مصبح على ظهر، فأصبحوا عليه، فقال أبو عبيدة : أفرارا من قدر اللّه؟ فقال عمر : لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم نفرّ من قدر اللّه إلى قدر اللّه...) الحديث في فتح الباري ١٠ / ١٧٩. [.....]
(٣) هذا اصطلاح أهل المنطق، وعند أهل البلاغة تسمى خبرا. قال الأخضري :
ما احتمل الصدق لذاته جرى بينهم قضية وخبرا
(٤) الحديث عن عمر قال : قال النبي صلّى اللّه عليه وسلم :«إنّ أرأف أمتي بها أبو بكر، وإنّ أصلبها في أمر اللّه لعمر، وإنّ أشدّها حياء لعثمان، وإنّ أقرأها لأبيّ، وإنّ أفرضها لزيد، وإنّ أقضاها لعليّ» أخرجه ابن عدي في الضعفاء ٦ / ٢٠٩٧، وعزاه صاحب كشف الخفاء لأحمد، وليس عنده :«أقضاهم علي» وانظر : كشف الخفاء ١ / ١٠٨.
(٥) أخرج الطستي عن ابن عباس أنّ نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله تعالى : عَجِّلْ لَنا قِطَّنا؟ قال : القطّ :
الجزاء، قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت الأعشى وهو يقول :
ولا الملك النعمان يوم لقيته بأمته يعطي القطوط ويأفق
انظر : الدر المنثور ٧ / ١٤٧.