المفردات في غريب القرآن، ص : ٦٧٧
قطر
القُطْرُ : الجانب، وجمعه : أَقْطَارٌ. قال تعالى : إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [الرحمن / ٣٣]، وقال :
وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها [الأحزاب / ١٤] وقَطَرْتُهُ : ألقيته على قُطْرِهِ، وتَقَطَّرَ : وقع على قُطْره، ومنه : قَطَرَ المطر، أي : سقط، وسمّي لذلك قَطْراً، وتَقَاطَرَ القوم : جاؤوا أرسالا كالقَطْر، ومنه قِطَارُ الإبل، وقيل : الإنفاض يُقَطِّرُ الجلب «١».. أي : إذا أنفض القوم فقلّ زادهم قطروا الإبل وجلبوها للبيع، والقَطِرَانُ : ما يَتَقَطَّرُ من الهناء. قال تعالى : سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ
[إبراهيم / ٥٠]، وقرئ :(من قِطْرٍ آنٍ) «٢» أي :
من نحاس مذاب قد أني حرّها، وقال : آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً
[الكهف / ٩٦] أي : نحاسا مذابا، وقال : وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ
[آل عمران / ٧٥] وقوله :
وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً [النساء / ٢٠] والْقَنَاطِيرُ جمع القَنْطَرَةِ، والقَنْطَرَةُ من المال : ما فيه عبور الحياة تشبيها بالقنطرة، وذلك غير محدود القدر في نفسه، وإنما هو بحسب الإضافة كالغنى، فربّ إنسان يستغني بالقليل، وآخر لا يستغني بالكثير، ولما قلنا اختلفوا في حدّه فقيل : أربعون أوقيّة. وقال الحسن : ألف ومائتا دينار، وقيل : ملء مسك ثور ذهبا إلى غير ذلك، وذلك كاختلافهم في حدّ الغنى، وقوله :
وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ
[آل عمران / ١٤] أي :
المجموعة قنطارا قنطارا، كقولك : دراهم مدرهمة، ودنانير مدنّرة.
قطع
القَطْعُ : فصل الشيء مدركا بالبصر كالأجسام، أو مدركا بالبصيرة كالأشياء المعقولة، فمن ذلك قَطْعُ الأعضاء نحو قوله :
لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ
[الأعراف / ١٢٤]، وقوله : وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما
[المائدة / ٣٨] وقوله :
وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ
[محمد / ١٥] وقَطْعُ الثوب، وذلك قوله تعالى : فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ
[الحج / ١٩] وقَطْعُ الطَّريقِ يقال على وجهين : أحدهما : يراد به السّير والسّلوك، والثاني : يراد به الغصب من المارّة والسالكين للطّريق نحو قوله : أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ
[العنكبوت / ٢٩] وذلك إشارة إلى قوله : الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [الأعراف / ٤٥]، وقوله :
فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ [النمل / ٢٤] وإنما
(١) انظر : المجمل ٣ / ٧٥٩، والجمهرة ٣ / ٣٧٣، واللسان (قطر).
(٢) وهي قراءة شاذة.