المفردات في غريب القرآن، ص : ٦٧٩
والقِعْدَةُ للحال التي يكون عليها الْقَاعِدُ، والقُعُودُ قد يكون جمع قاعد. قال : فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً
[النساء / ١٠٣]، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً [آل عمران / ١٩١]، والمَقْعَدُ :
مكان القعود، وجمعه : مَقَاعِدُ. قال تعالى :
فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ [القمر / ٥٥] أي في مكان هدوّ، وقوله : مَقاعِدَ لِلْقِتالِ [آل عمران / ١٢١] كناية عن المعركة التي بها المستقرّ، ويعبّر عن المتكاسل في الشيء بِالْقَاعدِ نحو قوله : لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ
[النساء / ٩٥]، ومنه : رجل قُعَدَةٌ وضجعة، وقوله : وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً [النساء / ٩٥] وعن التّرصّد للشيء بالقعود له.
نحو قوله : لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ
[الأعراف / ١٦]، وقوله : إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ
[المائدة / ٢٤] يعني متوقّفون. وقوله : عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ
[ق / ١٧] أي :
ملك يترصّده ويكتب له وعليه، ويقال ذلك للواحد والجمع، والقَعِيدُ من الوحش : خلاف النّطيح. وقَعِيدَكَ اللّه، وقِعْدَكَ اللّه، أي : أسأل اللّه الذي يلزمك حفظك، والقاعِدَةُ : لمن قعدت عن الحيض والتّزوّج، والقَوَاعِدُ جمعها. قال : وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ [النور / ٦٠]، والْمُقْعَدُ :
من قَعَدَ عن الدّيون، ولمن يعجز عن النّهوض لزمانة به، وبه شبّه الضّفدع فقيل له : مُقْعَدٌ «١»، وجمعه : مُقْعَدَاتٌ، وثدي مُقْعَدٌ للكاعب : ناتئ مصوّر بصورته، والْمُقْعَدُ كناية عن اللئيم الْمُتَقَاعِدِ عن المكارم، وقَوَاعدُ البِنَاءِ : أساسه.
قال تعالى : وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ [البقرة / ١٢٧]، وقَوَاعِدُ الهودج :
خشباته الجارية مجرى قواعد البناء.
قعر
قَعْرُ الشيء : نهاية أسفله. وقوله : كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ
[القمر / ٢٠] أي : ذاهب في قعر الأرض. وقال بعضهم : انْقَعَرَتِ الشّجرة : انقلعت من قعرها، وقيل : معنى انْقَعَرَتْ : ذهبت في قعر الأرض، وإنما أراد تعالى أنّ هؤلاء اجتثّوا كما اجتثّ النّخل الذاهب في قعر الأرض، فلم يبق لهم رسم ولا أثر، وقصعة قَعِيرَةٌ : لها قعر، وقَعَّرَ فلان في كلامه : إذا أخرج الكلام من قعر حلقه، وهذا كما يقال :
شدّق في كلامه : إذا أخرجه من شدقه.
قفل
الْقُفْلُ جمعه : أَقْفَالٌ. يقال : أَقْفَلْتُ الباب، وقد جعل ذلك مثلا لكلّ مانع للإنسان من
(١) قال ابن منظور : المقعد : الذي لا يقدر على القيام لزمانة به، كأنه قد ألزم القعود. وقيل : هو من القعاد الذي هو الداء الذي يأخذ الإبل بأوراكها فيميلها إلى الأرض. والمقعدات : الضفادع. انظر : اللسان (قعد).