المفردات في غريب القرآن، ص : ٦٨٠
تعاطي فعل، فيقال : فلان مُقْفَلٌ عن كذا. قال تعالى : أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها
[محمد / ٢٤] وقيل للبخيل : مُقْفَلُ اليدين، كما يقال : مغلول اليدين، والقُفُولُ : الرّجوع من السّفر، والْقَافِلَةُ :
الرّاجعة من السّفر، والْقَفِيلُ : اليابس من الشيء، إمّا لكون بعضه راجعا إلى بعض في اليبوسة، وإمّا لكونه كالمقفل لصلابته، يقال : قَفَلَ النّباتُ وقَفَلَ الفحل «١»، وذلك إذا اشتدّ هياجه فيبس من ذلك وهزل.
قفا
القَفَا معروف، يقال : قَفَوْتُهُ : أصبت قَفَاهُ، وقَفَوْتُ أثره، واقْتَفَيْتُهُ : تبعت قَفَاهُ، والِاقْتِفَاءُ :
اتّباع القفا، كما أنّ الارتداف اتّباع الرّدف، ويكنّى بذلك عن الاغتياب وتتبّع المعايب، وقوله تعالى : وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ
[الإسراء / ٣٦] أي : لا تحكم بالقِيَافَةِ والظنّ، والقِيَافَةُ مقلوبة عن الاقتفاء فيما قيل، نحو :
جذب وجبذ وهي صناعة «٢»، وقَفَّيْتُهُ : جعلته خلفه. قال : وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ
[البقرة / ٨٧]. والقَافِيَةُ : اسم للجزء الأخير من البيت الذي حقّه أن يراعى لفظه فيكرّر في كلّ بيت، والقَفَاوَةُ : الطّعام الذي يتفقّد به من يعنى به فيتّبع.
قل
القِلَّةُ والكثرة يستعملان في الأعداد، كما أنّ العظم والصّغر يستعملان في الأجسام، ثم يستعار كلّ واحد من الكثرة والعظم، ومن القلّة والصّغر للآخر. وقوله تعالى : ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلًا
[الأحزاب / ٦٠] أي : وقتا، وكذا قوله : قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا [المزمل / ٢]، وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا [الأحزاب / ١٦]، وقوله : نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا [لقمان / ٢٤] وقوله : ما قاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا [الأحزاب / ٢٠] أي : قتالا قليلا وقوله : وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا [المائدة / ١٣] أي : جماعة قَلِيلَةً، وكذلك قوله : إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلًا [الأنفال / ٤٣]، وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ
[الأنفال / ٤٤] ويكنّى بِالْقِلَّةِ عن الذّلّة اعتبارا بما قال الشاعر :
٣٧٠ -
ولست بالأكثر منهم حصا وإنما العزّة للكاثر
«٣» وعلى ذلك قوله : وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا
(١) انظر : الأفعال للسرقسطي ٢ / ٦٧.
(٢) وهذا ما يسمى الاشتقاق الأكبر. انظر : الخصائص ١ / ٥. والغريب المصنف ورقة ٢٦٠ نسخة تركيا.
(٣) البيت للأعشى يفضّل فيه عامر بن الطفيل على علقمة بن علاثة في المنافرة التي جرت بينهما، ومطلع القصيدة :
شاقتك من قتلة أطلالها بالشط فالوتر إلى حاجر
وهو في ديوانه ص ٩٤، واللسان (حصا).