المفردات في غريب القرآن، ص : ٦٨٨
ليستولي عليه استيلاء القيض على البيض، وهو القشر الأعلى.
قيع
قوله تعالى : كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ
[النور / ٣٩]. والقِيعُ والْقَاعُ : المستوي من الأرض، جمعه قِيعَانٌ، وتصغيره : قُوَيْعٌ، واستعير منه : قَاعَ الفحل الناقة : إذا ضربها.
قول
القَوْلُ والقِيلُ واحد. قال تعالى : وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا
[النساء / ١٢٢]، والقَوْلُ يستعمل على أوجه :
أظهرها أن يكون للمركّب من الحروف المبرز بالنّطق، مفردا كان أو جملة، فالمفرد كقولك :
زيد، وخرج. والمركّب، زيد منطلق، وهل خرج عمرو، ونحو ذلك، وقد يستعمل الجزء الواحد من الأنواع الثلاثة أعني : الاسم والفعل والأداة قَوْلًا، كما قد تسمّى القصيدة والخطبة ونحوهما قَوْلًا.
الثاني : يقال للمتصوّر في النّفس قبل الإبراز باللفظ : قَوْلٌ، فيقال : في نفسي قول لم أظهره. قال تعالى : وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ
[المجادلة / ٨]. فجعل ما في اعتقادهم قولا.
الثالث : للاعتقاد نحو فلان يقول بقول أبي حنيفة.
الرابع : يقال للدّلالة على الشيء نحو قول الشاعر :
٣٧٧ -
امتلأ الحوض وقَالَ قطني
«١» الخامس : يقال للعناية الصادقة بالشيء، كقولك : فلان يَقُولُ بكذا.
السادس : يستعمله المنطقيّون دون غيرهم في معنى الحدّ، فيقولون : قَوْلُ الجوهر كذا، وقَوْلُ العرض كذا، أي : حدّهما.
السابع : في الإلهام نحو : قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ
[الكهف / ٨٦] فإنّ ذلك لم يكن بخطاب ورد عليه فيما روي وذكر، بل كان ذلك إلهاما فسماه قولا. وقيل في قوله : قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ
[فصلت / ١١] إنّ ذلك كان بتسخير من اللّه تعالى لا بخطاب ظاهر ورد عليهما، وكذا قوله تعالى : قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً
[الأنبياء / ٦٩]، وقوله : يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ [آل عمران / ١٦٧] فذكر أفواههم تنبيها على أن ذلك كذب مقول، لا عن صحّة اعتقاد كما ذكر في الكتابة باليد «٢»، فقال

_
(١) الرجز لم يعرف قائله، وتتمته :
مهلا رويدا قد ملأت بطني
وهو في اللسان (قول)، والخصائص ١ / ٢٣، والمحكم ٦ / ٣٤٧.
(٢) النقل هذا حرفيا في البصائر ٤ / ٣٠٤.


الصفحة التالية
Icon