المفردات في غريب القرآن، ص : ٧٠٦
[الإسراء / ٦]، فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
[الشعراء / ١٠٢]، وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً [البقرة / ١٦٧]، لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً [الزمر / ٥٨] والْكِرْكِرَةُ : رحى زَوْرِ البعير، ويعبّر بها عن الجماعة المجتمعة، والْكَرْكَرَةُ :
تصريف الرّيحِ السّحابَ، وذلك مُكَرَّرٌ من كَرَّ.
كرب
الكَرْبُ : الغمّ الشّديد. قال تعالى : فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ
[الأنبياء / ٧٦].
والكُرْبَةُ كالغمّة، وأصل ذلك من : كَرْبِ الأرض، وهو قَلْبُها بالحفر، فالغمّ يثير النّفس إثارة ذلك، وقيل في مَثَلٍ : الكِرَابُ على البقر «١»، وليس ذلك من قولهم :(الكلاب على البقر) في شيء. ويصحّ أن يكون الكَرْبُ من :
كَرَبَتِ الشمس : إذا دنت للمغيب. وقولهم : إناء كَرْبَانُ، أي : قريب. نحو : قَرْبانَ، أي : قريب من الملء، أو من الكَرَبِ، وهو عقد غليظ في رشا الدّلو، وقد يوصف الغمّ بأنه عقدة على القلب، يقال : أَكْرَبْتُ الدّلوَ.
كرس
الكُرْسِيُّ في تعارف العامّة : اسم لما يقعد عليه. قال تعالى : وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ
[ص / ٣٤] وهو في الأصل منسوب إلى الْكِرْسِ، أي : المتلبّد أي : المجتمع.
ومنه : الْكُرَّاسَةُ لِلْمُتَكَرِّسِ من الأوراق، وكَرَسْتُ البناءَ فَتَكَرَّسَ، قال العجاج :
٣٨٤ -
يا صاح هل تعرف رسما مكرسا قال : نعم أعرفه، وأبلسا
«٢» والكِرْسُ : أصل الشيء، يقال : هو قديم الْكِرْسِ. وكلّ مجتمع من الشيء كِرْسٌ، والْكَرُّوسُ : المتركّب بعض أجزاء رأسه إلى بعضه لكبره، وقوله عزّ وجل : وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ
[البقرة / ٢٥٥] فقد روي عن ابن عباس أنّ الكُرْسِيَّ العلم «٣»، وقيل :
كُرْسِيُّهُ ملكه، وقال بعضهم : هو اسم الفلك المحيط بالأفلاك، قال : ويشهد لذلك ما روي «ما السّموات السّبع في الكرسيّ إلّا كحلقة ملقاة بأرض فلاة» «٤».

_
(١) قال ابن فارس : ويقولون : الكراب على البقر، كأنهم أرادوا كرب الأرض للحرث. ويقال : الكلاب على البقر، يراد : صدنا بالبقر الكلاب، ويقال : تأويله : خلّ أمرا وصناعته.
انظر : المجمل ٣ / ٧٨٣، وجمهرة الأمثال ٢ / ١٦٩، والأمثال ص ٢٨٤.
(٢) الرجز للعجاج، وهو في ديوانه ص ١٦، ومجاز القرآن ١ / ١٩٢، وتفسير القرطبي ٦ / ٤٢٧.
(٣) عن ابن عباس في قوله تعالى : وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ قال : كرسيه : علمه، ألا ترى إلى قوله : وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما انظر : الدر المنثور ٢ / ١٦، والأسماء والصفات ص ٤٩٧.
(٤) الحديث تقدّم في مادة (عرش). وقال ابن حجر : صحّحه ابن حبان، وله شاهد عن مجاهد، أخرجه سعيد بن منصور في التفسير بسند صحيح. فتح الباري ١٣ / ٤١١.


الصفحة التالية
Icon